شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة، بتجريف الطرق والأراضي المؤدية إلى جبل صبيح في بلدة بيتا، جنوب شرق مدينة نابلس (شمال الضفة). وأفادت مصادر محلية بأن آليات الاحتلال جرفت الطرق والأراضي؛ بهدف عرقلة وصول المواطنين ومركباتهم إلى منطقة المواجهات التي يتوقع اندلاعها عصر الجمعة في البلدة. وأوضحت أن أعمال التجريف أدت إلى اقتلاع عشرات أشجار الزيتون، وتخريب واسع لشبكة الطرق الزراعية التي تسهل على المزارعين الوصول لأراضيهم. وتشهد بلدة بيتا مواجهات مع قوات الاحتلال، رفضاً لسياساته الاستيطانية في البلدة، وتبلغ المواجهات ذروتها على جبل صبيح عصر الجمعة من كل أسبوع. من جهة ثانية، أدى آلاف المصلين صلاة فجر الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك؛ تلبية لدعوات الرباط في الأقصى ودعمًا لحراس الأقصى، رغم قيود الاحتلال وتشديداته والأجواء الباردة والماطرة. وشد الرحال لصلاة فجر ثالث جمعة في العام الجديد آلاف المواطنين من القدس والضفة الغربية وفلسطينيي الداخل، بينهم مئات النساء والأطفال وكبار السن. وفرضت قوات الاحتلال تشديدات وقيودًا على دخول المصلين للمسجد الأقصى لإحياء صلاة "الفجر العظيم"، ومنعت عددا من الشبان من الدخول إليه. ودعا الناشطون في القدس للمشاركة الواسعة في صلاة الفجر العظيم الجمعة تحت شعار "حراس الأقصى"، دعمًا لهم وإسنادًا لوجودهم. ويتحضّر الفلسطينيون لأداء الجمعة في المسجد الأقصى وسط دعوات استيطانية يومية ومستمرة لإدامة "التواجد" في باحات الأقصى وأداء الطقوس التلمودية والاستماع لشروحات حول "الهيكل" المزعوم، بمشاركة قادة المستوطنين، وبغطاء سياسي من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة. وثمَّن خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري الدعوات الشبابية لإحياء "الفجر العظيم"، في باحات المسجد الأقصى المبارك، داعياً الأهل في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى أوسع مشاركة في هذه الحملة. وعدّ الشيخ صبري أنَّ "هذه الدعوات المباركة لإحياء الفجر العظيم هي امتداد ونوع من التذكير والتحفيز لفريضة مهمة من فرائض المسلمين في بقعة مباركة ومستهدفة من جانب الاحتلال الإسرائيلي". وقال: "يهمنا كثيرًا أن تترسخ هذه الفكرة في الأقصى والقدس، وأن تنتشر في جميع أنحاء فلسطين وليس فقط في الأقصى المبارك أو المسجد الإبراهيمي". وحيا خطيب المسجد الأقصى الحراكات القائمة على هذه الفكرة والمبادرة لهذا النشاط، داعيًا إلى المضي قدمًا في شدّ الرحال وأداء جميع الصلوات في المسجد الأقصى المبارك. ونوّه إلى أنّ تسمية هذه المبادرة ب"جمعة حراس الأقصى"، ذات دلالة مهمة؛ لأنّ الحراس مستهدفون من الاحتلال، الذي يحاول تحييدهم عن واجباتهم ومعاقبتهم، بحجج واهية، لتسهيل فرض سيادة الاحتلال "الإسرائيلي" على الأقصى". وأطلق عدد من النشطاء في الأشهر الماضية دعوات الفجر العظيم، للصلاة والرباط في المسجد الأقصى مع تصاعد استهداف الاحتلال لمدينة القدس.