نعيش اليوم عصر التكنولوجيا الرقمية التي سهلت علينا التواصل والتعارف وإقامة العلاقات الشخصية، ولكن لهذه التكنولوجيا سلبيات ومخاطر تتمثل بما يُعرَف بالابتزاز الإلكتروني. انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة خطيرة، وهي ظاهرة الابتزاز الجنسي الذي يعد من أخطر الظواهر التي عصفت في المجتمع المعاصر. لقد شهدت هذه الظاهرة نمواً كبيراً في السنوات الماضية وتحولت من الجرائم الإلكترونية إلى مهنة وتجارة مربحة عبر شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. الابتزاز الإلكتروني من الجرائم المستحدثة بفعل التقدم الكبير في تكنولوجيا المعلومات، مما جعل من العالم قرية صغيرة، وسهل الكثير من أمور الحياة، ولا يخفى ما لهذا التطور من فوائد في النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية إلا أنه لم يخل من مواطن خلل، فقد سهلت لظهور نوع من المترجمين يستخدمون هذه التقنيات لتنفيذ جرائمهم بواسطتها، الابتزاز الإلكتروني هو الابتزاز الذي يتم باستخدام الإمكانيات التكنولوجية الحديثة ضد ضحايا أغلبهم من النساء لابتزازهم مادياً أو جنسياً. يتواصل المبتز مع ضحاياه من خلال برامج الدرشة والمحادثات، ثم يتطور الأمر شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى المكالمات الصوتية والمرئية وتبادل الصور، والملومات الذاتية الخاصة، ثم يقوم بعد ذلك بمساومة الضحية وإجبارها على دفع الأموال الخطيرة حتى لا يقوم بفضح أمرها. وقد يدعي المبتز امتلاكه فيديوهات أو الصور الخاصة الحميمة ذات صبغة جنسية ويستخدمها لدفع الضحية إلى تقديم فدية حتى لا يكشف هذا المحتوى على الإنترنت. يستخدم المبتز الصور والمحتوى الجنسي الذي يملكه ضد الضحية وتبدأ عملية التواصل معها عن طريق حسابات وهمية يتم شبكها مع حسابات الضحية وإرسال الصور بالتدريج يخلق ذلك للضحية حالات اضطراب نفسي وخوفاً دائماً من نشر تلك الصور في الدائرة الاجتماعية أو الخاصة بالضحية، فتصبح الضحية أكثر خوفاً من التعامل مع أي أحد وتفسر الكلام الموجه لها على أساس تهديد ويزيد رعب وأرق الضحية يوماً بعد الآخر مما يزيد قوة موقف المبتز. الابتزاز الإلكتروني له العديد من الأشكال، منها الابتزاز المادي، حيث يرغب الشخص المبتز والذي يقوم بعملية الابتزاز في الحصول على مبالغ مالية ضخمة نظير عدم نشر الصور أو الفيديوهات الفاضحة التي حصل عليها من خلال اختراق الحسابات الشخصية التي يمتلكها الفرد، وهناك الابتزاز الجنسي والذي يطلب فيه القيام بأفعال جنسية منافية للآداب، أو التصوير الجنسي لإشباع الغرائز الجنسية، ويطلب الشخص المبتز تنفيذ طلباته أو الفضح بالصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. وإن من الخطوات المهمة التي تمنع الوقوع في براثن الابتزاز الإلكتروني، منها عدم نشر البيانات الشخصية عبر الإنترنت، وعدم إرسال الصور لأي شخص غريب، وتجنب المشاركة والرد على رسائل الغرباء في شبكات التواصل الاجتماعية، وفي حال تعرض شخص لابتزاز إلكتروني، من الأفضل أن يناقش الأمر مع أقرب الناس إليه ليساعده في الخروج من الأزمة. * الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها جامعة عالية، كولكاتا - الهند