يبدأ المنتخب التونسي مشواره في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، المقامة حاليا بالكاميرون، بمواجهة ثارية ومحفوفة بالمخاطر ضد نظيره المالي اليوم الأربعاء، في الجولة الأولى لمباريات المجموعة السادسة ضمن مرحلة المجموعات للمسابقة القارية، التي تشهد أيضا مواجهة أخرى بين منتخبي موريتانيا وجامبيا غدا أيضا. واحتفظ منتخب تونس، الذي توج باللقب مرة وحيدة حينما استضاف البطولة على ملاعبه عام 2004، بمقعده في نهائيات أمم أفريقيا للنسخة ال15 على التوالي، ليحقق رقما قياسيا كأكثر المنتخبات تواجدا في نسخ متتالية بالمسابقة. ومنذ غيابه عن نسخة أمم أفريقيا عام 1992 بالسنغال، ظل المنتخب الملقب ب"نسور قرطاج" ضيفا دائما على البطولة، لكنه يبدو هذه المرة عاقد العزم على العودة لارتقاء منصة التتويج من جديد، رغم صعوبة المهمة. وأوقعت القرعة منتخب تونس في مجموعة مماثلة إلى حد بعيد للمجموعة التي تواجد بها في نسخة المسابقة الماضية، التي جرت بمصر عام 2019، حيث ضمت أيضا منتخبي ماليوموريتانيا، فيما كان المنتخب الرابع هو منتخب أنجولا، الذي غاب عن النسخة الحالية. ويأمل المنتخب التونسي في تقديم مستوى ونتائج أفضل بدور المجموعات من التي حققها في النسخة الماضية، التي شهدت تعادله في جميع مبارياته الثلاث، ليأتي تأهله للأدوار الإقصائية بصعوبة بالغة، بعدما حل في المركز الثاني في ترتيب المجموعة برصيد 3 نقاط، خلف منتخب مالي (المتصدر)، لكنه رغم ذلك تمكن في النهاية من بلوغ المربع الذهبي تحت قيادة المدرب الفرنسي آلان جيريس، الذي رحل عن الفريق في أغسطس 2019، ليخلفه الوطني منذر الكبير، المدير الفني الحالي لمنتخب (نسور قرطاج). ويدخل التونسيون أمم أفريقيا الحالية بكثير من الأمل في المنافسة بقوة على اللقب، خاصة بعد قوة الدفع التي حصل عليها الفريق قبل مشاركته في البطولة، بعد تأهله للمرحلة النهائية للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم في قطر هذا العام، والتي أعقبها الحصول على المركز الثاني في بطولة كأس العرب، التي استضافتها العاصمة القطريةالدوحة في ديسمبر الماضي، والتي كانت خير إعداد للفريق قبل خوض المعترك الأفريقي. وفي المواجهة الثالثة بينهما بأمم أفريقيا، يتطلع منتخب تونس، الذي يشارك للمرة ال20 في البطولة، لتحقيق انتصاره الأول على مالي في المسابقة، والثأر من خسارة عمرها 28 عاما مازالت عالقة في الأذهان إلى الآن. ولن تكون مهمة منتخب تونس سهلة في عبور المنتخب المالي، الذي بلغ هو الآخر المرحلة النهائية لتصفيات مونديال 2022، حيث يتسلح بقائمة مكونة بالكامل من اللاعبين المحترفين بالخارج. ويحلم منتخب مالي، الذي يشارك في أمم أفريقيا للمرة ال12 في البطولة، بمعانقة اللقب للمرة الأولى في تاريخه، خاصة وأن البطولة تقام على أرض الكاميرون، التي شهدت أفضل إنجاز للمنتخب الملقب ب(النسور) في سجل مشاركاته بالمسابقة، عندما حصل على المركز الثاني في نسخة عام 1972. وفي مواجهة أخرى منتظرة يخوض منتخب كوت ديفوار منافسات البطولة وهو يرغب في إعادة الكبرياء إليه وإصلاح مساره من جديد. وستكون أولى خطوات المنتخب الإيفواري لاستعادة بريقه مجددا خلال البطولة القارية، التي يشارك فيها للمرة ال24 في تاريخه، عندما يواجه منتخب غينيا الاستوائية، اليوم الأربعاء، في الجولة الأولى لمباريات المجموعة الخامسة من مرحلة المجموعات للمسابقة القارية. وتلقى منتخب كوت ديفوار لطمة قوية، بعدما خرج من مرحلة المجموعات بتصفيات المونديال في نوفمبر الماضي، عقب حلوله في المركز الثاني بترتيب مجموعته بالتصفيات خلف المنتخب الكاميروني، الذي انتزع منه الصدارة في الجولة الأخيرة، ليفشل الجيل الحالي للكرة الإيفوارية في الظهور بكأس العالم للنسخة الثانية على التوالي، بعد الإخفاق أيضا في المشاركة بمونديال 2018 في روسيا. وستكون بطولة أمم أفريقيا، التي توجت بها كوت ديفوار عامي 1992 و2015، بمثابة الفرصة الأخيرة للمدرب الفرنسي باتريس بوميل من أجل الحفاظ على منصبه، لاسيما مع تزايد الانتقادات الموجهة إليه في الفترة الأخيرة. واستدعى بوميل كوكبة من النجوم المحترفين بالخارج لقيادة منتخب (الأفيال) في أمم أفريقيا، يتقدمهم سيباستيان هالر، الذي يقدم أداء استثنائيا هذا الموسم مع فريقه أياكس أمستردام الهولندي، حيث يتصدر حاليا ترتيب هدافي بطولة دوري أبطال أوروبا، برصيد 10 أهداف، متفوقا على جميع نجوم الساحرة المستديرة في القارة العجوز، ليقود ناديه نحو بلوغ الأدوار الإقصائية للمسابقة. كما يدعم قائمة الفريق أيضا في البطولة كل من نيكولا بيبي وويلفرد زاها، نجما أرسنال وكريستال بالاس الإنجليزيين على الترتيب، والمهاجم المخضرم ماكس جراديل، لاعب سيفاسبور التركي، وفرانك كيسي وسيرج أورييه، لاعبي ميلان الإيطالي وفياريال الإسباني. ومنذ تتويجه بلقبه الأخير بكأس الأمم قبل 7 أعوام، عانى منتخب كوت ديفوار من النتائج الهزيلة، حيث خرج من دور المجموعات بنسخة البطولة عام 2017 بالجابون، قبل أن يودع المسابقة من دور الثمانية على يد المنتخب الجزائري في النسخة الماضية، التي أقيمت بمصر عام 2019. فرانك كيسي