حينما نكتب عن ماضي ذكرياتنا، ونسترجع ذلك الأمس البعيد بكل مكوناته الجميلة، تتزاحم لغه المشاعر بحنين الاشتياق وعطرها الأخاذ. تستهويك ذائقة المتعة، وأنت تكتب بأنفاس الماضي. تأتيك صور، وأحداث، ومواقف، ورائحة زمن ما زال عطره باقياً في ذاكرة الأيام، مهما حاولت أن تنسى، وينسيك صخب الحياة، ومشاكلها؛ تعود لا شعورياً لصندوق ذكرياتك. تقلب سنين الماضي وتسافر مع أفكارك، وتستدعي قلمك لكتابه ذكرياتك بكل مساراتها المفرحة والمحزنة كشريط فيلم لم تبحث أنت عن تسجيله وإعداد صوره، بل جاءت متزامنة وحاضرة لحظياً لتسكن في ذاكرة الماضي، وترسم امتاع النفس وإرجاع الذكريات. نعم عندما نهرب لماضي الأمس، تتجدد فينا العودة اللاشعورية في لحظات الزمن الماضي، وتتوقف عقارب الساعة في مشهد تخيلي وتمضي حاملا في قاموس ذكرياتك، الكثير من أشيائك وأوراق ماضيك، وحروف كتاباتك، بصفاء، وبنفس حالمة، وبيدك قلم هو مفتاح ذلك الصندوق المليء بالأسرار، وذكريات هي متعة أو نقل هي عودة لذلك الماضي بكل أحداثه، وتواريخه المختلفة. هو رصيد باق لمكونات الإنسان وذكرياته، مما يجعلنا أحياناً نعود لماضينا كذكرى يتسابق عطر أحداثها كمشاهدة أرواح رحلت عنا أو أشخاص على قيد الحياه، تحركها مشاعر الود والاشتياق لماض وحكايات الأمس البعيد. هي الأحلام والرؤى بحثاً عن زوايا وأمكنة في ذكريات لم تمسها عولمة الضجيج ومساحات الإثارة المفتعلة. إنها ببساطة ذكريات وأحاديث زمن الطيبين. الذكريات الجميلة بعظمة محتواها الإنساني باقية ولن تزول من الذاكرة ما بقيت الحياة، نستعيد عبق ذكرياتنا بمكان رأيناه أو عبر صوت سمعناه، هي باقية ما بقت قلوبنا تنبض بالحياة. سلطان علي عناز الأيداء