مثلت تجربة الكاتبة والروائية وفاء عبدالرحمن الكنهل محكاً مهماً في التغيرات التي عاشتها الرواية النسائية، إذا حق لنا أن نعبر عنها بهذا التعبير حيث قدمت مع بداية الألفية الجديدة العديد من الأعمال الروائية النسائية التي تتناول قضايا المرأة والمجتمع بشكل أكثر جرأة في الطرح، وقد كانت وفاء الكنهل أبرز تلك الأسماء، بعدما قدمت 3 روايات ومجموعات قصصية متعددة، يسرنا خلال هذه السطور أن نستضيفها في حوار قصير. * عبر روايتك (رغبات شيطانية) تملكك السرد وانحاز بك تجاه بنات جنسك، هل تعتقدين أن المبدع يحتاج أن يكون حيادياً في تناوله لقضايا مجتمعه، أم أنه لا بد أن ينحاز لبطل روايته، أو أبطالها؟ * الفكرة المطروحة تفرض اختيار أبطال الرواية، ومسيرة السرد، وأجواء الرواية كاملة يفرضها تلك القضايا التي تناولها الكاتب في عمله، ولا بد للروائي من محور ينطلق منه لسرد روايته، في رواية (رغبات شيطانية) طرحت بعض قضايا المجتمع، وحيث إن المرأة ركيزته، ومن خلالها يمكن الانطلاق بسهولة لعرض مرحلة الخلل والازدواجية بين شخصيات الرواية، وهذا بالضبط ما أردت التركيز عليه، واختزال عوالم كبيرة وكثيرة تعيشها بنات جنسي وجيلي في عمل روائي واحد. * من خلال تجربتك في كتابة عدد من الروايات كيف تتعاطين مع أبطال رواياتك على المستوى الفني والإنساني؟ * أميل إلى تجريد الشخصية وكشفها من خلال الغوص في جوانبها وعرض تفاصيلها من خلال أحداث وتسلسل الرواية دون اللجوء إلى طرح الحلول، فتعرية الجوانب النفسية للشخصية وإثارة التفكير هو السبيل الأول لحل أي مشكلة، في سياقات غير مباشرة، ثم يأتي من ثم دور المتلقي كقارئ ليقوم بتحليل تلك الأحداث ولإطلاق الأحكام التي يراها على القضايا المطروحة. * هل يشغلك شخوص قصصك، وتشعرين بهم، وتتحدثين إليهم وتعيشين معهم حالة من التقمص، وكيف كانت هذه التجربة المؤرقة؟ * ما إن أبدأ في كتابة الرواية حتى أنسل من واقعي إلى واقع ما أقوم بكتابته، وأشعر خلال هذه الأوقات بالامتلاء والروحانية العجيبة وعدم الحاجة إلى أي شيء سوى الهدوء والانصات إلى أصوات شخصيات الرواية فقط، ثم بعد ذلك أعيش صخب وعوالم أبطال رواياتي، حتى وقت الانتهاء من الكتابة. * تعيشين بين الرواية والقصة القصيرة، خاصة وأنك قادمة من الرواية إلى القصة القصيرة، أين تجدين نفسك بين هاتين السرديتين؟ * للقصص القصيرة شكلها الفني الخاص، فهي تعتمد على تكثيف المفردة والفكرة المثيرة للدهشة من خلال إبراز جانب غير منظور لقضية أو شعور ما. بينما تشدني الرواية بشكل أكبر كونها شبكة من القضايا الإنسانية التي تكشف أغوار الذات البشرية وما يترتب على ذلك من صراع قوى الخير والشر والوعي والجهل. من إصدارات وفاء الكنهل