كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس الخميس، عن تقديم جيش الاحتلال الإسرائيلي للقيادة السياسية عدة سيناريوهات محتملة لضرب أهداف في إيران، لافتة إلى صعوبة تحديد نتيجة مثل هذه الضربات أو تقييم مدى تأثيرها على برنامج طهران النووي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أن الجيش سيكون مستعداً لضرب إيران، بمجرد موافقة الحكومة على ذلك، في الوقت ذاته فإنه يستعد أيضاً "لعواقب" ضرب إيران، بما في ذلك جولة قتال مع "حزب الله" في لبنان، أو حركة "حماس" في قطاع غزة. وادعت المصادر أن الجيش وضع خططاً "لجعل الجماعات الإرهابية تدفع ثمناً باهظاً، ولتحقيق مكاسب كبيرة على هذه الجبهات". وأشاروا إلى أنه وفي إطار استعدادات الجيش الإسرائيلي، خلال الأشهر الماضية، لهجوم محتمل على إيران، فقد حصل على أسلحة متطورة، وأجرى تدريبات جوية، وعزز بنك الأهداف الهجومية، كما حصل أيضاً على ميزانية إضافية قدرها 9 مليارات شيكل (2.9 مليار دولار) لهذا الغرض. كما يعمل الجيش أيضاً مع "شركاء إقليميين"، "لجمع معلومات استخبارية، والقيام بعمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب، من بين أنشطة عملياتية أخرى"، وفق المصدر ذاته. وأكدوا أن هذه الشراكة "تعزز العلاقات بين إسرائيل وجيرانها، ويمكن أن تمنح شرعية أكبر لعمل عسكري إسرائيلي محتمل في إيران"، وفقاً للصحيفة. وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي المقبل، تومر بار، زعم أن "إسرائيل" قادرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية "غداً، وبنجاح، إذا لزم الأمر". وأضاف في مقابلة لصحيفة "يديعوت أحرونوت، قبل أسبوع: "نحن لا نبدأ من الصفر. لقد جهزنا أنفسنا بمقاتلات (إف-35)، ونشرنا الآلاف من صواريخ "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ، لتحصين دفاعاتنا". وفي 12 ديسمبر الجاري، كشف موقع "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، أن وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، أبلغ خلال اجتماعاته في واشنطن المسؤولين الأميركيين أنه أصدر تعليماته للجيش بالتحضير لضربة ضد إيران، وأنه عرض جدولاً زمنياً لذلك. يشار إلى أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، كان قد حذر الاحتلال الإسرائيلي، في تصريحات له الاثنين الماضي، بالقول: "ردّنا على التهديدات الإسرائيلية هي مناورات الرسول الأعظم.. ليشاهدوا من جديد الصور ومقاطع الفيديو التي نشرت عن المناورة". واختتمت مؤخراً، مناورات "الرسول الأعظم ال17" للحرس الثوري الإيراني، التي جرى خلالها قصف مجسمات تحاكي مواقع حساسة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بينها منشأة ديمونا النووية. وشملت المناورات التي استمرت لخمسة أيام، وأجريت في ثلاث محافظات بجنوب إيران، اختبارات صاروخية من البر والبحر، وتمارين للقوات البرية والبحرية، وفق ما أفادت وسائل الإعلام المحلية. وجاءت المناورات التي أجراها الحرس الثوري الإيراني، في وقت يوجه فيه مسؤولون إسرائيليون تهديدات متكررة لطهران على خلفية برنامجها النووي، والمفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم بشأنه.