يحتفي العالم أجمع اليوم الأحد الخامس من شهر ديسمبر بيوم التطوع العالمي، عرفاناً وتقديراً وشكراً للمتطوعين والمتطوعات الذين سخروا جهدهم ووقتهم في خدمة مجتمعاتهم والإنسانية جمعاء. ويأتي هذا اليوم تأكيداً على أهمية العمل التطوعي ودوره في تنمية المجتمع، وفي هذا العام تحتفي المملكة بتتويج الفائزين في الدورة الأولى من الجائزة الوطنية للعمل التطوعي، ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني، بقيادة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. مليون متطوع ومتطوعة في 2030 لتحقيق طموحات رؤية هذا الوطن العظيم، بذلت بلادنا جهدًا في دفع مسيرة الإنجازات الوطنية سعيًا لاقتصادٍ مزدهر ومجتمعٍ حيوي ووطنٍ طموح، حيث أصبحت تلك النجاحات -بحمد الله- مشهدًا من مشاهد الاعتزاز والفخر، وقد كان لبرنامج التحول الوطني دور حيوي في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بصفته أول برامجها التنفيذية، والقائم على 34 هدفًا من أصل 96 هدفًا، تتمحور تلك الأهداف حول تعزيز الممكنات الاقتصادية الوطنية، وتحقيق التميز في الأداء الحكومي، والارتقاء بمستوى الخدمات المعيشية، ولكون المجتمع أول المحاور في الرؤية والأساس لتحقيقها وتأسيس قاعدة صلبة للازدهار الاقتصادي، كان بناء مجتمع حيوي يعيش أفراده في تكافل ويسند بعضهم بعضًا، مظهرًا من المظاهر التي تسعى إليها مبادرات برنامج التحول الوطني، حيث يعمل البرنامج على تعزيز التنمية المجتمعية وتطوير القطاع غير الربحي، من خلال عدد من الأهداف الاستراتيجية التي تقودها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومن أبرزها هدف تشجيع العمل التطوعي، الذي تهدف الرؤية من خلاله إلى الوصول إلى مليون متطوع ومتطوعة وخمسين مليون ساعة تطوعية في 2030. التطوع في أرقام تجاوزت أعداد المتطوعين والمتطوعات في الفترة من يناير وحتى سبتمبر من العام 2021، أكثر من 376,086 متطوعًا، كما بلغت أعداد المستفيدين من الأنشطة التطوعية أكثر من 15 مليون مستفيد، ومثَّل العائد الاقتصادي من العمل التطوعي في المملكة ما يعادل 207 ملايين ريالًا. حيث ساهم برنامج التحول الوطني في تحقيق قفزات نوعية في عام 2020 في أرقام العمل التطوعي متجاوزًا عددًا من مستهدفاته، ووصلت أعداد المتطوعين في المملكة إلى ما يزيد عن 409 آلاف متطوع في عام 2020 فيما كان المستهدف 300 ألف، كما تجاوزت الفرص التطوعية 156 ألف فرصة، فيما بلغت ساعات التطوع أكثر من 33 مليون ساعة، واستفاد من الأنشطة التطوعية أكثر من 21 مليون مستفيد. المنصة الوطنية للعمل التطوعي سعيًا لتشجيع العمل التطوعي، أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني، المنصة الوطنية للعمل التطوعي، لتكون حاضنة سعودية للعمل التطوعي توفر بيئة آمنة تخدم وتنظم العلاقة بين الجهات الموفرة للفرص التطوعية والمتطوعين في المملكة. وتتيح المنصة للمتطوعين فرص التطوع في المكان والزمان والمجال الذي يناسب خبرات المتطوعين ومهاراتهم في أكثر من 30 مجالًا مختلفًا، كما تتيح لهم توثيق ساعات التطوع، وتصدر المنصة للمتطوعين شهادات تطوع فورية وسجلاً بالفرص التطوعية المنجزة، وترصد لهم ساعاتهم التطوعية وتوثق عدد مرات التطوع والجهات التي تم التطوع بها وتربطها بالمنصة الوطنية للخدمات الإلكترونية "أبشر". وتمتد خدمات المنصة إلى خارج نطاق العلاقة بين المتطوعين وجهات التطوع لتشمل توفير الدورات التدريبية والمهارية، وخاصية "بنك الفرص التطوعية" وهي عبارة عن بيئة تفاعلية يشارك فيها المتطوعون بآرائهم ويسهمون في صناعة فرص تطوعية من نتاج أفكارهم تتبناها الجهات المشاركة، كما تم في وقت لاحق من هذا العام إطلاق تطبيق المنصة الوطنية للعمل التطوعي، لتسهيل وصول المتطوعين إلى الفرص التطوعية. مميزات المنصة: تضمنت المنصة العديد من الخصائص والمميزات ومنها الربط (التكامل) بمركز المعلومات الوطني وتسهيل وصول المتطوعين للفرص التطوعية بكل يسر وسهولة والحصول على إشعارات عن الفرص التطوعية وفق اهتمامات المتطوع ورصد وتوثيق الساعات التطوعية وتوفير فرص تطوعية تخصصية ذات أثر اجتماعي واقتصادي الجائزة الوطنية للعمل التطوعي بالتزامن مع يوم التطوع السعودي والعالمي 2021، احتفت المملكة العربية السعودية بتتويج الفائزين بالجائزة الوطنية للعمل التطوعي، التي دشنتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وتعد الجائزة الوطنية للعمل التطوعية أداة فاعلة لتحفيز وإلهام المتطوعين والمتطوعات في المملكة العربية السعودية بالقطاعات المجتمعية المختلفة وتهدف الجائزة بشكل رئيسي لإبراز وتكريم الجهود التطوعية المختلفة ونشر وترسيخ الفكر التطوعي لدى أفراد المجتمع والمساهمة في بناء صورة ذهنية إيجابية عن المجتمع السعودي تجاه قيم العطاء والبذل. واستهدفت الجائزة عددا من الفئات شملت الأفراد والفرق التطوعية والجهات التعليمية والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي والقطاع الحكومي مسارات الجائزة: حددت الجائزة أربعة مسارات شملت: المشاريع التطوعية: يهدف المسار إلى تكريم وإبراز المشاريع التطوعية المتميزة والمنفذة على أرض الواقع وتخدم قضية محددة. دعم التطوع: يهدف المسار إلى تشجيع ورفع معايير المنظمات الداعمة للتطوع من حيث زيادة أعداد المتطوعين، وذلك بصناعة وتنوع الفرص التطوعية وتوفير البيئة الجاذبة للتطوع. الساعات التطوعية: يهدف المسار إلى تحفيز وتكريم المتطوع الذي يكمل عدد ساعات محددة، كما يهدف إلى تكوين نظام تحفيزي وتشجيعي لزيادة أعداد المتطوعين واستدامة مشاركتهم التطوعية عبر إيجاد روح من المنافسة المستمرة لديهم. تعزيز قيم الانتماء والعمل يُعدُّ العمل التطوعي لبنة أساسية لتكوين مجتمع متكافل، ويحظى مجتمعنا السعودي بطاقات بشرية مملوءة بحب الخير ومفعمة بالرغبة في تقديم العون والمساعدة لكل من يحتاجها، استطاعت أن تثبت نفسها في مختلف المجالات، بمهارات عالية لم تبخل بها في كل فرصة تطوعية أتيحت لها. ومن هذا المنطلق جاءت جهود برنامج التحول الوطني ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، من إطلاق لنظام العمل التطوعي تلاه تدشين لمنصة العمل التطوعي، والجائزة التطوعية للعمل التطوعي، بهدف تهيئة البيئة المناسبة لكافة القطاعات للقيام بمسؤولياتها الاجتماعية من خلال توفير الفرص التطوعية المناسبة في مجالها، واستطاع هذا الأثر أن يمتد ليصل إلى رفع كفاءة منظومة الخدمات الاجتماعية وتحسين فاعليتها عبر وضع آليات تنظم العمل التطوعي لتطويره ونشر ثقافته. إضافةً إلى تنمية قدرات المتطوعين والمتطوعات وتوجيهها نحو الأولويات الوطنية، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى أفراد المجتمع ومؤسساته، وتعزيز قيم الانتماء الوطني والعمل الإنساني والاجتماعي، لنقترب بهذه الجهود الاستثنائية إلى تحقيق تطلعات رؤية 2030، والوصول إلى مليون متطوع ومتطوعة. تحفيز العمل التطوعي فتيات متطوعات في خدمة الوطن