التغييرات الكبيرة التي أحدثتها إدارة نادي أبها لفريق كرة القدم بداية الموسم سواء على صعيد الجهاز الفني أو اللاعبين كان لا بد منها لاسيما وأن الفريق ثبت أقدامه بالدوري وعرف خباياه وخفاياه وبالتالي كان سقف التطلعات والأمنيات كبيراً من قبل جماهيره التي أخذت تنادي بوجوب التغيير لدخول عالم المنافسة الحقيقية وليس البقاء فقط وكذا لتطلعات إدارته التي تريد إحداث الفارق الحقيقي وبالفعل تم الاستعانة بجهاز فني جديد وبانتدابات للاعبين في مختلف المراكز. جاءت البداية متذبذبة بل ومتعثرة في كثير من النزالات مما أغضب الكثير من العشاق والمحبين وصبوا جام غضبهم على الإدارة منادين بعودة الجهاز الفني التونسي السابق وصمتت الإدارة أكثر من مرة، رغبةً في العمل وإتاحة الفرصة كاملة لمن وضعت بهم الثقة إلا أن توالي الخسائر وهدر النقاط زاد من حدة الانتقاد مما دفع بالإدارة إلى تصدير بيان شديد اللهجة وبأنها ستحاسب وتقاضي كل من ينتقد عملها بالتجريح مما دفع الكثير من العشاق إلى الركون والتواري خوفاً من إحداث مزيد من المشاكل والبلبلة. ومن وجهة نظر خاصة أرى أن العمل في المجال الرياضي وغيره يطاله الكثير من النجاحات ومثلها من الإخفاقات وعندها يكثر النقد بكافة أنواعه ومزاجاته ومقاصده من باب الحب والغيرة والإصلاح والتقويم وربما من باب التشفي والانتقام وحدث الكثير من هذا للأندية جميعها والمنتخبات بل إن هنالك هاشتاقات تتوالى من جماهير ونقاد بعض الأندية مطالبة باستقالة الرئيس وإدارته وكما يقال الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية. يجب على الإدارة الرياضية وهي تتصدى لهذا المكان أن تعلم أنها تتعامل مع أطياف وطبقات المجتمع المختلفة وأنها جاءت لخدمة الكيان وهي تتحمل تبعات هذا وأن يكون صدرها متسعاً لكل الانتقادات وكل الانفعالات والانفلاتات المتعصبة فهي لا تصدر إلا من محب غيور على ناديه وأنها الصدر الرحيب الذي يحتضن أخطاء الآخرين وتجاوزاتهم وعقوقهم وهي بذلك تقوّم السلوك وتعدله وتكون قدوة في التسامح والتجاوز وسمو الأخلاق لا أن تكون انفعالية متسرعة وتكون ردة فعل لفعل طائش أو منفعل عقب خسارة وقتية كل هذا وذاك والعمل يتواصل والتغيير لابد أن له من ضريبة ولو لبعض الوقت. لكن بالعمل المخلص والاقتناع بمن وضعت بهم الثقة تجاوز أبها عثرات البداية وبدأ يضع قدمه على الطريق ويرضي عشاقه ومنتقديه بفوز رائع أمام الأهلي صاحب الأمجاد والتاريخ وأمام بطل آسيا بتعادل مرضٍ كان هو الأجدر بالنتيجة لو وفق مهاجمه الهولندي في أكثر من فرصة سانحة. وبشكل عام عند عودة أبها لطريقته الدفاعية التي تشربها مع مدربه السابق الشابي وبما يتوافق وإمكانات لاعبيه عاد إليه الوهج والفرح وبدأ جهازه الفني الجديد يعرف الفرق وقوة الدوري وشراسة المنافسة ولا شك أن الفريق بحاجة ماسة إلى تدعيم صفوفه في الشتوية بالعديد من اللاعبين الذي يضيفون له إضافة حقيقية في مختلف المراكز والأكيد أن جهازه الفني بقيادة السلوفاكي مارتن يعرف كل هذه المتطلبات والتطلعات التي تلامس القمم. عبدالله مريع عبدالله مريع - أبها