قتل ما لا يقل عن 43 شخص خلال مواجهات قبلية عنيفة بولاية غرب دارفور غربي السودان، كما فر الآلاف من منازلهم. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان "أوتشا" إن صراعا اندلع في 17 نوفمبر بين البدو العرب والمزارعين من قبيلة المسيرية في محلية جبل مون. وأضاف في بيان "قُتل ما لا يقل عن 43 شخصًا بينهم أطفال، وأُحرقت ونُهبت 46 قرية كما فر حوالي 4300 شخص من منازلهم". لكن نشطاء في إقليم دارفور تحدثوا عن مصرع نحو 70 شخص في هذه الأحداث وجرى تداول أسماء الضحايا على نطاق واسع، قائلين إن الهجوم نفذته مليشيا الجنجويد على سيارات دفع رباعي.وأوضح المكتب الأممي أن الشركاء في المجال الإنساني لم يتمكنوا حتى الآن من التحقق من الوضع أو تقييمه بسبب الوضع الأمني حيث لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى معظم أجزاء جبل مون محدودًا، كما علقت العمليات الإنسانية التي تنفذها الوكالات مؤقتا. وتابع "التقارير الأولية تشير إلى احتياجات رئيسة تتمثل في الغذاء والمأوى والمواد غير الغذائية والمياه والخدمات الصحية". وبحسب البيان فإن عدد المصابين في هذه الأحداث لا يزال غير معروف بسبب القتال المستمر، كما تم نهب أو حرق المحاصيل ومخزونات الأغذية المحصودة والماشية وغيرها من أصول كسب العيش. وتشير المعلومات المتاحة إلى أن أكثر من 4300 تأثروا بشكل مباشر مع نزوح الغالبية منهم. ولجأ عدد غير مؤكد من الأهالي إلى جبال جبل مون وقرية سيلي والقرى المجاورة بمحلية كلبوس وقرية هشابة بمحلية كرينك ومنطقة سرف عمرة بولاية شمال دارفور. وعبر آخرون الحدود إلى تشاد من قرية حجلة في محلية جبل مون. ويحسب المكتب الأممي فإن ما يقدر بنحو 66500 شخص يعيشون في محلية جبل مون ، وأكثر من 43000 شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية ، وفقًا لاستعراض الاحتياجات الإنسانية في السودان لعام 2021. وأشار الى أن أكثر من 13300 شخص في جبل مون يواجهون أزمة ومستويات أعلى من الأمن الغذائي بين أكتوبر وديسمبر 2021 ، وفقًا لتقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC). من جهتها أبدت بعثة الأممالمتحدة المتكاملة في السودان " يونيتامس" قلقا بالغا حيال الازدياد الكبير في العنف القبلي بدارفور. وقالت في بيان إن موجة العنف أدت إلى خسائر مؤسفة طالت أرواح المدنيين وسبل عيشهم، آخرها في محليات طويلة ودار السلام وسورت وني وكبكابية بشمال دارفور وجبل مون بغرب دارفور. وتحدث البيان عن تقارير تشير إلى مقتل العشرات وإصابة الكثيرين في القتال بين العرب وقبيلة مسيرية الجبل في جبل مون في 17 و19 نوفمبر، بالإضافة إلى إحراق عشرات القرى ونزوح قرابة 4 آلاف و300 شخص، اتجه الكثير منهم إلى شرق تشاد. وتابع "كما يحدونا القلق الشديد حيال التقارير عن اغتصاب النساء والفتيات، فضلاً عن التقارير عن اختفاء 20 طفلاً". وحثت اليونيتامس السلطات الإقليمية والوطنية على تكثيف الجهود لنزع فتيل التوتّر والتحقيق في الأحداث الأخيرة والحول دون وقوع المزيد من العنف. ورأت في استمرار انعدام الأمن بالإقليم ضرورة لقيام الحكومة والجماعات المسلحة الموقّعة على اتفاقية جوبا للسلام بإعطاء الأولوية لحماية المدنيين في دارفور وتنفيذ أحكام الاتفاقيّة على وجه السرعة، ولا سيما تفعيل قوات حفظ الأمن المشتركة وتقديم الخطة الوطنية لحماية المدنيين.