تتواصل خطوات التنمية، وتستمر مسيرة البناء والإنجاز، وينتظم إيقاع خطوات السير على طريق التنمية المستدامة، في ظل طموحات وأفكار سيدي سمو ولي العهد وضمن إطار مستهدفات الرؤية السعودية المباركة، حيث تلقت الأوساط المحلية والإقليمية بكل السرور الخبر الذي أثلج صدور الجميع بإطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد المؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن سلمان (مسك الخيرية) مشروع مدينة محمد بن سلمان غير الربحية في ضاحية عرقة بمدينة الرياض في مساحة قدرها 3,4 كيلومتر مربع، كأول مدينة غير ربحية في العالم، لتصبح نموذجاً ملهماً لتطوير القطاع غير الربحي على مستوى العالم، وحاضنة للعديد من الكيانات الشبابية والتطوعية والمؤسسات غير الربحية على المستوى المحلي والعالمي. ولإطلاق هذا المشروع عدة دلالات ذات أهمية خاصة: أولاً يؤكد هذا المشروع اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بالتنمية المستدامة وبالإنسان وبالشباب -من الجنسين- على وجه الخصوص، وحرص سموه على تأهيل وإعداد قيادات المستقبل وتزويدهم بتقنية المستقبل وكل أدوات النجاح والبناء، وكذلك دعم الابتكار وريادة الأعمال وتوفير البيئة المحلية الجاذبة فضلاً عن الاهتمام بالبيئة وسلامتها وحمايتها. ثانياً: يؤكد المشروع أن مؤسسة محمد بن سلمان (مسك الخيرية) ليست مجرد مؤسسة خيرية تقليدية محدودة الأنشطة تعنى بالتدريب والتعليم والأعمال الخيرية العادية فحسب، إنما هي مؤسسة ذات أفق رحب وطموح كبير واستراتيجية عالمية ونظرة عميقة تجاه المستقبل وأن جهودها وأنشطتها تتعدى الأفكار التقليدية والمساحة المحدودة وهي تحدق في الأفق البعيد وتتجاوز حدود الوطن إلى المحيط الدولي والعالمي وأن رؤيتها إنسانية عالمية وأنها تواكب المتغيرات وتستقرئ المستقبل واحتياجاته ومتطلباته وتعمل من أجل ذلك في إطار رسالتها لتكريس العمل غير الربحي. ثالثاً: إن المملكة العربية السعودية دولة محبة للخير وساعية له لشعبها والمقيمين على أرضها ولجميع شعوب العالم وأن جهودها على المستوى العالمي لا تقتصر فقط على الإسهام في تحقيق الأمن والسلام ودعم الاقتصاد العالمي والجهود الدبلوماسية والعمل الإنساني بل تشمل مسؤوليتها الدولية تجاه تطوير العمل الطوعي والأنشطة غير الربحية وتطوير هذا القطاع على مستوى العالم، لذا تأتي هذه المدينة غير الربحية التي أعلن عنها سمو ولي العهد لتستضيف رؤوس الأموال الجريئة والمستثمرين ذوي المساهمات المجتمعية حول العالم، لتجسد قيم المملكة ورؤيتها، وجهودها المتنوعة للإسهام في تطوير حياة البشرية. حقاً إنها فكرة حديثة وجريئة ورائدة غير مسبوقة، تفتق عنها ذهن الأمير الملهم وهي إحدى مرئيات سموه الابتكارية الفذة تجاه المستقبل للإسهام في جودة حياة الإنسان، وهي فكرة صائبة ولفتة بارعة من سموه الكريم، نسأل الله أن يحفظ قيادتنا الرشيدة ويديم عليها نعمة الصحة والعافية، ويديم على بلادنا أمنها واستقرارها ويحفظها من كل سوء ومكروه.