قالت الشرطة السودانية في بيان بثه التلفزيون الرسمي، اليوم السبت، إنها لم تستخدم «أسلحة نارية» في تعاملها مع المتظاهرين. وأضافت الشرطة أن مظاهرات اليوم كانت ذات طابع سلمي لكن «سرعان ما انحرفت عن مسارها»، مؤكدة إصابة 39 فرد أمن بإصابات جسيمة، وأن العديد من أقسامها تعرضت للاعتداء من قبل المتظاهرين، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل خمسة متظاهرين خلال احتجاجات شارك فيها عشرات الآلاف ضد الانقلاب العسكري في السودان، وقالت إن قوات الأمن أطلقت الرصاص وقنابل الغاز المسيّل للدموع على المحتجّين في الخرطوم. ويعتبر هذا التحرك مصيرياً للشارع الذي يريد إثبات نفسه، وللسلطة التي سيتعيّن عليها التحلي بضبط النفس لطمأنة المجتمع الدولي. ومنذ الصباح الباكر، انتشر بكثافة في شوارع الخرطوم وأمّ درمان جنود وعناصر من قوات الدعم السريع وأغلقوا الجسور التي تربط العاصمة بضواحيها وتتقاطع مع المحاور الرئيسية. وفي بيان على «فيسبوك» أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المؤيدة للديمقراطية، عصراً، مقتل خمسة متظاهرين و«تزايد عدد الإصابات الخطيرة وبعض الإصابات المتفرقة» كما «تفاقم صعوبات وصول المصابين للمستشفيات». وأوضحت اللجنة أن أربعة من القتلى سقطوا بالرصاص فيما الخامس قضى اختناقاً بالغاز المسيل للدموع. ونددت السفارة الأميركية في الخرطوم باستخدام القوة من جانب قوات الأمن، وقالت في بيان إنها «تأسف بشدة لمقتل وإصابة عشرات المواطنين السودانيين الذين تظاهروا اليوم من أجل الحرية والديمقراطية». وكان الفريق أول عبد الفتاح البرهان أعلن في 25 أكتوبر (تشرين الأول) حال الطوارئ في البلاد وحلّ مجلس السيادة الذي كان يترأسه، والحكومة برئاسة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي أوقف لفترة وجيزة، قبل الإفراج عنه لينتقل إلى منزله حيث وُضع قيد الإقامة الجبرية. كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين. ومنذ إعلان هذه القرارات، تشهد البلاد، وخصوصاً العاصمة، موجة من التظاهرات. وشكّل البرهان (الخميس) مجلس سيادة انتقالياً جديداً استبعد منه أربعة ممثلين لقوى الحرية والتغيير، التحالف المدني المنبثق من الانتفاضة التي أسقطت عمر البشير عام 2019. واحتفظ البرهان بمنصبه رئيساً للمجلس كما احتفظ الفريق أول محمّد حمدان دقلو، قائد قوة الدعم السريع بموقعه نائباً لرئيس المجلس. وتعهّدا أن يُجريا «انتخابات حرةّ وشفافة» في صيف العام 2023.