يحتفي الوطن والمواطنون والمقيمون بمرور الذكرى السابعة على تولِّي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم، بقلوب يغمرها الحب والأمن والاطمئنان والإنجاز والعطاء، في مجالات الحياة وصنوفها، حيث يرون عجلة التطور وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة يمضيان معاً في مواصلة تنفيذ المشروعات التعليمية، والصحية، والتنموية في مختلف أنحاء المملكة. منجزات عملاقة وشهدت المملكة منذ تولي الملك سلمان -حفظه الله- المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، والاجتماعية، والنقل والمواصلات، والصناعة، والكهرباء، والمياه، والزراعة، وتشكّل في مجملها إنجازات جليلة في مجال حقوق الإنسان، والاهتمام بالمواطنين والمقيمين على أرض المملكة؛ مما يضعها في رقم جديد بين دول العالم المتقدمة. برامج نوعية وتحرص المديرية العامة للسجون على طرح برامج نوعية لرعاية النزلاء وتأهيلهم اجتماعياً، وتعزيز القيم الأسرية لديهم، وتحفيزهم على السلوك الإيجابي قبل الإفراج عنهم، ذلك تأكيداً على الاهتمام الذي توليه قيادة المملكة لهذه الفئة من المجتمع، ومن بين هذه البرامج التي جاءت ضمن مبادرات مديرية السجون برنامج "ثقة" لتعزيز قدرات نزلاء السجون الذين شارفت مدة محكوميتهم على الانتهاء، بالإضافة إلى "مركز إشراقة" لمساعدة المدمنين على المخدرات من النزلاء على التعافي النفسي والبدني. جائزة تميز وبرنامج ثقة يتم من خلاله تعزيز ثقة النزيل بقدراته وإمكاناته قبل عودته إلى المجتمع، ويتم من خلاله تهيئة النزيل قبل الإفراج عنه بستة أشهر عبر برنامج نوعي في أجنحة مخصصة، ويتم تنفيذه بمساندة من القطاعين العام والخاص، اللذين يسهمان في تنفيذ مجمل برامجه وأنشطته الدينية، والثقافية، والاجتماعية، والرياضية، وغيرها، ويتم من خلال البرنامج إعادة تأهيل النزيل للاندماج بالمجتمع، وذلك من خلال مساندته للحصول على فرصة عمل، أو تدريجي الانضمام إلى برنامج تدريبي مناسب خارج السجن، وتمكينه من الخروج للعمل أو التدريب والعودة، وإتاحة الفرصة له كذلك لزيارة أسرته نهاية الأسبوع، وحصل برنامج ثقة على جائزة التميز بالمنطقة العربية الهادفة إلى تحفيز الحكومات العربية على تقديم أفضل الخدمات لجمهور المتعاملين من مواطنين ومقيمين، وبذلك تكون المديرية العامة للسجون أول جهة حكومية في الشرق الأوسط تنفذ مثل هذا البرنامج النوعي. جناح مخصص ومركز إشراقة استحدثته مديرية السجون في عام 1436ه، ويستهدف النزلاء من عمر 18- 35 عاماً بهدف مساعدة المدمنين على المخدرات من النزلاء على التعافي النفسي والبدني، من خلال الإقامة الدائمة للنزلاء المتعافين في جناح مخصص يقوم على نظرية المجتمعات العلاجية، ويمثل الجناح مجتمعاً مصغراً مثالياً يتعلم فيه النزيل المسؤولية والمشاركة، ويدرب فيه على التفاعل المناسب مع بقية النزلاء، ويشارك في العناية وتحمل أعباء الجناح، بالإضافة إلى البرامج العلاجية الطبية، والنفسية، والاجتماعية، والإرشاد الديني والمهني، وينشط المركز في معالجة المدمنين داخل الإصلاحية، وإخضاعهم لبرامج بهدف إعادتهم إلى المجتمع صالحين متخلصين من آفة المخدرات. صحة نفسية ومركز إشراقة يهدف إلى التعافي من الإدمان وتعزيز الصحة النفسية لدى المتعافين، وإكسابهم الثقة في أنفسهم، وتكوين علاقات اجتماعية صحية، وتبديل السلوكيات الخاطئة إلى صحيحة، يذكر أن المركز هو الأول من نوعه على مستوى سجون المملكة، وقد حقق في الفترة الأولى نجاحات واضحة، وهناك نية للتوسع، وأن يشمل النزيلات كذلك، وأن يعمم على سجون المملكة كافة، وتقسم مراحل العلاج على ثلاث مراحل، مدة كل مرحلة ثلاثة أشهر، المرحلة الأولى مدتها ثلاثة أشهر، وتركز على البرامج العلاجية، والمرحلة الثانية مدتها ثلاثة أشهر أخرى يتم فيها تقديم الأنشطة التأهيلية والمهنية، أما المرحلة الثالثة فتركز على إعداد النزيل للالتحاق بالمجتمع الخارجي بعد إطلاق سراحه، وبعد إنهاء النزيل مدة العلاج يتخرج في المركز وهو حاصل على الوظيفة مباشرة. حاسب آلي وتعاقدت السجون مع جهات داعمة، ورجال أعمال، وشركات لتوظيف المتخرجين من برنامج إشراقة إلى وظائفهم مباشرة، حيث تم توفير أكثر من 200 وظيفة، كما أن النزيل خلال تواجده في البرنامج يخضع للتدريب على الحاسب الآلي وخلافه من مهارات، كما سهّلت المديرية العامة للسجون العديد من الإجراءات لرجال الأعمال، وقامت بزيارات خاصة لهم بهدف تعزيز المسؤولية الاجتماعية لتوظيف المتعافين، ولا يستخدم المركز العلاج الطبي والعقاقير، بل يعتمد على علاج النزيل نفسياً واجتماعياً من خلال العلاج المعرفي السلوكي في التعافي، وهو من الطرق الحديثة لعلاج المدمن التي أعطت نتائج إيجابية، والجلسات الفردية والإرشاد الديني، والخطط المعتمدة في التعافي من الإدمان. بيئة محمية ويبقى أهم مرتكز لدى السجون هو تغيير فكرة النزيل عن التعاطي والمخدرات، ويستهدف مركز إشراقة من شارف على الانتهاء من محكوميته، ويقومون بمتابعته فور خروجه، وهو أمر مهم بالنسبة لهم، فالبيئة الداخلية محمية، لكن الخارجية تعتمد على النزيل الذي يتواصل مع الاختصاصيين فترة خروجه، ومن يشاهد المدمن عند دخوله المركز ويراه بعد انتهاء المرحلة الأولى، التي تستغرق ثلاثة أشهر، فسيشهد الفرق في الشكل والمنطق والفكر والسلوكيات، فالمركز يعمل في المرحلة الأولى على تغيير العادات وساعات النوم والفكر، ويعطى 90 محاضرة تعمل على تغيير الفكر وعن المرض وسوء الاستخدام والتعاطي، وتكثف الجهود خلال المرحلة الأولى ليعرف النزيل نفسه ويكتشف مشكلته ومن بعدها تأتي الاستجابة للعلاج والتعافي. تحفيز السجين على السلوك الإيجابي قبل الإفراج عنه إيجاد بيئة مثالية