دشن مدير السجون بمنطقة مكةالمكرمة اللواء فايز بن مستور الأحمري أمس (الثلاثاء) مركز "إشراقة" التأهيلي بسجون الطائف، وذلك بحضور مدير السجون بمحافظة الطائف العميد ماجد النفيعي. المركز الذي استحدثته المديرية العامة للسجون، والذي انطلق في نسخته الأولى من سجون منطقة الرياض يهدف إلى علاج النزلاء المقبوض عليهم في قضايا تعاطي المخدرات منذ بدء توقيفهم، وهو عبارة عن جناح بإقامة دائمة للنزلاء المتعافين يقوم على فلسفة المجتمعات العلاجية، ويمثل الجناح مجتمعاً مصغرا مثالياً يتعلم فيه النزيل المسؤولية والمشاركة ويتدرب فيه على التفاعل المناسب مع بقية النزلاء ويشارك في العناية بالجناح، بالإضافة إلى البرامج العلاجية الطبية والنفسية والاجتماعية والإرشاد الديني والمهني، ويردم مسببات الإدمان ويحصّن المتعافي ضد الانتكاسة. وقد حدد المركز عدداً من الأهداف التي يسعى لتحقيقها ومنها: 1- السعي إلى خلق مجتمع آمن متعافي من المخدرات وأضرارها. 2- العمل على مد يد العون والمساعدة لكل من وقع في مستنقع المخدرات. 3- تخفيف أعباء الدولة في التكاليف المترتبة على جرائم المخدرات سواء داخل السجون أو خارجها. 4- السعي إلى القضاء على العودة في جرائم المخدرات بل حتى على غيرها من الجرائم. 5- محاولة إصلاح السجناء والعودة بهم إلى مجتمعاتهم أعضاء صالحين مصلحين من خلال ما يقدم لهم ضمن البرامج العلاجية. 6- القضاء على الكثير من المشاكل الاجتماعية والصحية والنفسية لدى مدمني المخدرات. 7- إشغال وقت النزيل من خلال البرنامج العلاجي بما هو نافع ومفيد بما يزيد رصيده من المؤهلات والخبرات العملية. ويحتوي المركز على مرافق خارجية تتناسب ومهمة المركز ومنها مكاتب ادارية، قاعات علاج، قاعات اجتماعات، ومختبر، عيادات للتمريض ومركز تموين وكذلك عدداً من المرافق الداخلية مثل المصلى والملاعب الرياضية والمجالس وغرف الطعام وغرف للنوم، وتعمل كلها بالتكامل فيما بينها لتحقيق أهداف المركز، في حين أن فريق المركز يعتمد على علاج النزيل نفسياً واجتماعياً، والعلاج المعرفي السلوكي في التعافي وهذه من الطرق الحديثة لعلاج المدمن التي أعطت نتائج ايجابية، والجلسات الفردية والإرشاد الديني والخطط المعتمدة في التعافي من الادمان، ويعتبر أهم مرتكز لديهم هو تغيير فكرة النزيل عن التعاطي والمخدرات، ويستهدفون من شارف على الانتهاء من محكوميته، ويقومون بمتابعته فور خروجه، وهو أمر مهم بالنسبة للفريق العلاجي كون البيئة الداخلية محمية ولكن الخارجية تعتمد على النزيل الذي يتواصل مع المختصين بعد خروجه. هذا ويمر برنامج التأهيل بثلاث مراحل علاجية: يتم تحديد المدة العلاجية للنزيل حيث تستغرق تسعة أشهر، قد تزيد أو تنقص بحسب ما يراه المعالجون، مقسمة على ثلاث مراحل مدة كل مرحلة ثلاثة أشهر، المرحلة الأولى مدتها 3 أشهر وتركز على البرامج العلاجية، والمرحلة الثانية مدتها 3 أشهر أخرى يتم فيها تقديم الأنشطة التأهيلية والمهنية، أما المرحلة الثالثة فتركز على إعداد النزيل للالتحاق بالمجتمع الخارجي بعد إطلاق سراحه. كذلك فإن المركز حرص على إلحاق النزيل المدمن الراغب بالتعافي فقط، ويقوم العاملون في المركز على عمل اختبار للنزيل نفسي واجتماعي قبل الدخول إلى جناح طالبي التعافي، إلى جانب تحليل الدم المفاجئ بشكل مستمر، كما أن المركز يعتمد على العلاج النفسي والاجتماعي دون استخدام العقاقير الطبية، وقد أعطت هذه الخطوة نتائج ايجابية. من جهته أوضح ل"عكاظ" مدير السجون بالمنطقة اللواء فايز بن مستور الأحمري أنه من المنتظر أن يستوعب المركز في دورته الأولى من ثلاثين إلى سبعين نزيلا، وأن تكون مدة البرنامج ثلاثة أشهر يخضع فيها النزيل لحزمة من البرامج المكثفة لتطوير سلوكه وتعزيز القيم الإيجابية في أنفس النزلاء. كما أوضح مدير شعبة التأهيل والإصلاح بسجون الطائف المقدم محمد بن فائز القرني، أن سجون الطائف عملت على نقل أحدث الدراسات والسبل التي تمارس في مجال إعادة تأهيل الجانحين، وهيأت بالتعاون مع الشؤون الهندسية مقراً متكاملاً ومهيأ بكافة التجهيزات التي تعين العاملين على إنجاز مهامهم بكل يسر وسهولة. يذكر ان مركز "إشراقة" بسجون الطائف كان قد صمم بالتعاون مع مركز رشد للتاهيل بمحافظة الطائف وهو مركز متخصص علاج الإدمان .