أصبح الاستثمار في الأندية الرياضية الأوروبية عن طريق شرائها يحظى بإقبال من قبل المؤسسات والأفراد وهناك تجارب كثيرة حدثت في هذا المجال ويوجد نوعان لمن يشتري أي نادٍ. النوع الأول هو من يشتري أندية معروفة ولكنها غائبة عن البطولات والمنافسة عليها والهدف من شرائها هو إعادتها للمنافسة وكذلك الحصول على البطولات المحلية والأوروبية وأن يكون هذا النادي من فرق النخبة في أوروبا وهذا الأمر يحتاج للكثير من المال والعمل. أما النوع الثاني فهو شراء أنديه في الدرجة الأقل والعمل على صعودها إلى الدرجة الأعلى ومن ثمّ العمل على عدم هبوطها مرة أخرى ومن الممكن أن يعمل مسيرو النادي على التواجد ضمن فرق الوسط ومن ثم يرتفع سقف الطموح بالحصول على مقعد في الدوري الأوروبي مثلاً أو الوصول لمرحلة متقدمة من بطولة الكأس وأن يكون هذا النادي حاضراً في أذهان متابعي كرة القدم والوصول كذلك لأبعد نقطة ممكنة من النجاح وهذا الأمر لا يحتاج إلى الكثير من المال ولكن يحتاج للعمل والصبر، إذاً كل مستثمر وأهدافه. الاستثمار في الأندية الاوروبية ليس شرطاً أن يكون الهدف منه هو الربح المادي فقط، ولكن هناك أهداف أخرى مثل الحضور الإعلامي وكذلك تكوين علاقات وصداقات عالمية ومن الأهداف أيضاً تجربة هذا النوع من الاستثمار، وقد يتكرر مع أنديه أخرى إذا ما شعر المستثمر بأن هناك نجاحاً قد تحقق، الاستثمار الرياضي يعد من القوى الناعمة ومن الأهداف أيضاً هو خوض المستثمر لتحدٍ جديد، من يستثمر في هذه الأنديه الأوروبية عادةً هو محب ومتابع لعالم كرة القدم ويود أن يكون جزءًا من هذا العالم. ومن العوامل التي تساعد في نجاح هذا الاستثمار خلق هوية للفريق وسياسة معينة يتبعها هذا النادي ومن البداية فهناك أندية تعمل على جلب لاعبين بارزين بأموال طائلة وهناك أندية تعمل على الأكاديميات وهناك أندية تقوم بمتابعة المواهب وهناك أندية تقوم بشراء لاعبين بمبالغ متوسطة وهناك من يمزج بين كل هذا أو يعمل على أمرين أو ثلاثة لاشك بأن الطريقة الأسرع للنجاح هي شراء لاعبين بأموال طائلة ولكن هذا لا يضمن النجاح في حال غياب روح التعاون بين اللاعبين والانسجام بين جميع من في النادي، جمع النجوم قد يخلق صراعاً وتنافساً لا يعود على الفريق بالفائدة إلا في حالة واحدة فقط وهي وجود إدارة قوية وخبيرة ومدرب كبير من ناحية الاسم أو مدرب صاحب شخصية قوية. من الممكن الوصول للنجاح وتحقيق الأهداف المرسومة للنادي في موسم لم يتوقع تحقيق شيء فيه أو وسط ظروف صعبة كما حصل مع نادي تشيلسي والذي تم شراؤه من قبل المستثمر الروسي ابراموفيتش في عام 2003 ففي عام 2012 حقق تشيلسي لقب دوري أبطال أوروبا وكان تشيلسي قد أعد العدة لحصد هذا اللقب قبل تحقيقه لعدة سنوات ولكنه لم يحققه وتم تحقيق اللقب في عام 2012 والذي كان صعباً وأقيل على إثره مدرب الفريق وأتى مدرب آخر في منتصف الموسم وحقق الحلم وتكرر هذا الأمر أيضاً في عام 2021 وحصل الأمر ذاته مع ريال مدريد في عام 2016 وبايرن ميونخ في عام 2020. المبالغة في العمل والدقة والاستعجال وإنفاق الأموال بشكل مبالغ فيه كل هذه العوامل قد لا تحقق النجاح وخاصةً في كره القدم، الهدوء عندما يحضر والعمل المميز والتعاون بين اللاعبين كل هذه العوامل قد تحقق ما لم يوضع هدف كما حصل مع ليستر سيتي في تحقيق الدوري الإنجليزي قبل عدة مواسم وهناك عدة تجارب أوروبية وعالمية حدثت من هذا النوع. من الرائع وضع خطة لتحقيق هدف معين والقيام بجلب أفضل اللاعبين ولكن يجب أن يكون بين اللاعبين انسجام وتعاون وشغف وثقة بالنفس وتحدٍ وبعد عن الغرور ليتحقق هذا الهدف، وجود النجوم لوحده لن يحقق شيئاً. في الحقيقة الاستثمار في الأندية الرياضية خطوة مميزة ومفيدة للمستثمر وللنادي وللمتابعين.