(ما بين الماء وبيني) إصدار شعري فني للشاعرة فوزية أبو خالد، يمزج الإصدار القصيدة بالصورة ليدخل بزرقته الفاتنة في عوالم (أدب الصورة)، ويجعل القارئ/ المشاهد يتفاعل مع قصائد الديوان نصياً وبصرياً عبر علاقة جمالية رقراقة متشعبة تلمس مخيلة القارئ/ المشاهد ولغته وحواسه حيث يكون للمخيلة تأثير الوسيط بين الحواس واللغة كما تشير البرفيسورة كيارا سيمونيه فيما يتعلق بمخيلة حوارية الكلمة والصورة. تشكلت قصائد ديوان (ما بين الماء وبيني)، الذي جاء في 96 صفحة، من ثيمة واحدة هي الماء، الماء في انفعالاته، ارتحالاته، هيجانه، صمته، غضبه، سكونه وذكرياته معنا، وذكرياتنا معه تلك الحالات التي منها البحيرة - المحيط - الشلال - الآبار - القيعان - الدمع - الجليد - المطر - ماء الرحم. بدأت الشاعرة فوزية أبو خالد ديوانها (ما بين الماء وبيني) بقصيدة (البحيرات) فيظهر العنوان على صفحة كساها لون أزرق فاتح وتوسطها صورة بحيرة لتمر بمخيلتنا بحيرات دافئة، ليوقظنا صوت الشاعرة التي تفتح معاني عذبة جديدة للبحيرات: «البحيرات رحيق القبلات» يسير بنا الديوان نحو قصيدة الدمع، والدمع ماء، فتبرز أمامنا صورة زرقاء أشبه بسماء «الدمع لست إلا ماء يسترق البصر للآلام» وفي منتصف الديوان تبهر الشاعرة إدراكنا البصري بصورة ذات زرقة فاتنة، تخرج منها قصيدة بصوت (الجليد): «لست متكبرا كما أبدو لست الوجه القاسي للماء» لتنهي رحلة الماء ولا تنتهي بماء الرحم الذي يمثل أسرار الحياة «أحس أنني مستودع الأسرار ..... أنا المنيع من أنواع الماء» وتستمر الشاعرة في سرد صفات ماء الرحم ( المحسوس/ المرئي/ المشموم/ المسموع.. الحالك/ المتواري/ المغمغم. «أنا ماء الحياة وحياة الماء» اصطحبت الشاعرة فوزية أبو خالد مخيلتنا، وإدراكنا البصري والحسي في رحلة زرقاء نحو جغرافية الماء وأمكنته المتعددة عبر قصائدها التي توحدت مع صور وتشكيل لوني شفيف، لتجعلنا نكتشف الماء من جديد، ونكتشف علاقتنا معه، ونكتشف العالم. * فوزية أبو خالد «ما بين الماء وبيني» دار الخيال، 2017، ط 1.