لم يكن مشروعا مؤقتا.. ولا فعلا يرتبط بحدث معين.. بل هو استراتيجية كبرى لحياة أفضل على أرض المملكة العربية السعودية وما يمتد منه إلى العالم. هذا ما قرأناه وسمعناه وأدركنا خلال رسالة "رجل البيئة" ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- خلال النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء في الرياض، الذي يعنى بإطلاق المبادرات البيئية الجديدة للمملكة، وإطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة لتكون خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، التي من شأنها المساهمة في تحقيق المستهدفات الطموحة لمبادرة السعودية الخضراء، وما يتبع ذلك من دعم والمشاركة بالتعهدات العالمية لأجل المناخ وتحسين البيئة وما يذهب إلى تخفيض الانبعاثات الكربونية. مبادرة ولي العهد التي تستهدف أيضا زراعة أكثر من 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، هي تنمية حقيقية للإنسان السعودي والأرض التي يعيش عليها، لتكون من أكثر الأراضي استدامة وطبيعة.. وهذا ما يؤكد لنا أن هذا الأمير الشاب المتطلع قد أدرك أن حماية البيئة من أهم الأولويّات بوصفها ضرورةً ملحّة لا بدّ منها، وبما يوجب العمل عليها سواء على مستوى الفرد، والمجتمع، والدولة، بل والعالم أجمع، إذ إنّ حمايتها من الأمور المتعلّقة بسلامة الحياة على كوكب الأرض. ونقول هنا إن الدولة الذكية هي من يهتم قادتها بمسائل البيئة لتكون ذات حيز كبير في الفكر السياسي والاقتصادي والأمني لديها، وبما يجعلها تتجنب الكوارث البيئية وتتعلم من الأوضاع المتدهورة التي آلت إليها أحوال البيئة في كثير من دول العالم، لذا فإن الربط بين التنمية والبيئة بات ملحا وهو ما يعمل عليه رجل البيئة الحقيقي الأمير محمد بن سلمان. والرؤية السعودية 2030 التي تبناها ولي العهد قد وضعت حماية البيئة في صميمها، وفق مفهوم أن الاستدامة البيئية والرقي المجتمعي تنسجم جنبا إلى جنب مع الرؤية الاقتصادية للتقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ليكون قائد الرؤية هو أيضا بطلا للبيئة وعرابا لها وفق التحديات التي جعلها نصب عينية وفي مقدمتها العمل على حماية بيئتنا واستعادتها.. ليكون ملهما حقيقيا للفرد والمجتمع ليعلنوا معه أن الوقت قد حان جميعًا للعمل من أجل بيئتنا. المهم في القول إننا نؤكد أن السعودية بأهلها والأجيال المقبلة ستجني ثمار غرس "عرّاب البيئة" الأمير محمد بن سلمان ورؤيته الثاقبة في المجال البيئي، والتي ستجعل من بلادنا نموذجاً عالميا فريداً في حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية.. والتأكيد الأكبر ومع الفعل العظيم لولي العهد فيما يخص البيئة وأجزم أن لا أحد يستحق أعلى جوائز أبطال الأرض السنوية للقادة البارزين التي يمنحها برنامج الأممالمتحدة للبيئة ممن كان لأعمالهم تأثير إيجابي على البيئة أكثر من "عرّاب البيئة" الأمير محمد بن سلمان وفقه الله وسدد خطاه.