تدرك المملكة العربية السعودية مسؤوليتها في دعم وتشجيع المبادرات والبرامج التي تساعد في مكافحة أزمة المناخ وتوفير حلول عملية وعلمية توجد توازناً بين الاحتياجات الاقتصادية والتنموية للدول وبين متطلبات البيئة، وفي يوم السبت الماضي أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء «حفظه الله» النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء في الرياض والذي يعنى بإطلاق المبادرات البيئية الجديدة للمملكة، ومتابعة أثر المبادرات التي أعلن عنها سابقاً بما يحقق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء والمتمثلة في رفع الغطاء النباتي وتقليل انبعاثات الكربون ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي والحفاظ على الحياة البحرية. تضمنت الكلمة الافتتاحية للمنتدى إعلان سموه عن خارطة الطريق التي تقود العالم إلى أول حراك بيئي دولي من نوعه وإطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية بقيمة 700 مليار ريال للمساهمة في تنمية الاقتصاد الأخضر من خلال العمل على تخفيض الانبعاثات الكربونية، والتشجير بزراعة 450 مليون شجرة وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة وتخصيص أراضٍ محمية جديدة بحيث يصبح إجمالي المناطق المحمية في المملكة أكثر من 20% من إجمالي مساحتها، وتحويل مدينة الرياض لتكون واحدة من أكثر المدن العالمية استدامة، كما تم الإعلان عن استهداف المملكة للوصول للحياد الصفري في عام 2060م من خلال نهج الإقتصاد الدائري للكربون بما يتوافق مع خطط المملكة التنموية إضافة إلى نية المملكة في الانضمام إلى عدد من الاتحادات والتحالفات المهتمة بحماية البيئة. يحتاج العالم أجمع إلى المضي قدماً وبخطى متسارعة في مكافحة التغير المناخي، وتأتي «مبادرة السعودية الخضراء» سعياً نحو بناء مستقبل مستدام ومثمر، وقد ساهم إطلاق ذلك المنتدى في تعزيز الحوار وتقديم الأدلة والبحوث العلمية في إطار منظومة متكاملة لحماية مستقبل البشرية.