دائماً ما تتكرر علينا جملة "السلطة الرابعة"، وهي الجملة التي يقصد بها الصحافة بمفهومها العام والشامل، والسلطة في اللغة العربية تعني السيادة أو الحكم والسيطرة أي بمعنى ساد، سيطر وحكَم. وهي في النهاية قوة رقابية فوق كل الاعتبارات والكيانات دون شك، وخطاب موجه لتشكيل الرأي العام، ورسم التوجهات وتحديد الأبعاد عن طريق كم هائل من المذاهب الفنية والفكرية والمعتقدات المختلفة التي ترخي بظلالها في النهاية على الحياة الاجتماعية بشكل عام، أما من ناحية التأثير اللغوي فهي في المرتبة الثالثة بعد القرآن الكريم والنثر الأدبي وهذا قول فئة عريضة ممن ذهبوا في مؤلفاتهم وأطروحاتهم إلى فلسفة الخطاب الإعلامي العربي لذلك قيل عنها "سلطة" امتد تأثيرها وساد أثرها حتى إلى مستويات الذوق واللغة بخلاف باقي التوجهات الأخرى. لأن الخطاب الإعلامي لغة خلاقة وإبداعية أثرت في الساحة اللغوية بالكثير من الصيغ المبتكرة والألفاظ والتراكيب الجديدة التي شكلت مادة مميزة في لغتها ومضمونها واستحقت بجدارة أن تحل في هذه المرتبة، مما يعني بأنها طيف متجانس من المثقفين والساسة والفنانين والإعلاميين الذين شاركوا في صنع هذا الأثر من خلال ما ينشر عنهم بشكل يومي، فجاءت من خلالهم اللغة الصحفية وحولت ما ينشرونه إلى لغة ميسرة ومفهومة وصالحة للتداول بالنسبة للمتلقين وعلى مختلف أطيافهم، وشرائحهم، ومستوياتهم التعليمية والاجتماعية.