إن من أهم ما يميز الدولة الناجحة عن الدولة الفاشلة في مجتمعنا الدولي، هو قدرة الدولة الناجحة على الاستمرار في الوصول باهتمامها إلى كافة المصالح، والقطاعات، ومكونات المجتمع عامةً، وثباتها على ذلك، في أوقات الحرب أكثر منه في أوقات السلم. وتشترك الدول حول العالم أجمع بأن لها مصالح في قطاعات متعددة، من صحة، وتعليم، وزراعة، وصناعة، وتجارة، ودفاع، وأمن داخلي، وأمن خارجي، ورياضة، وسياحة، وترفيه.. إلخ. والاهتمام في كل قطاع هنا سيصب في المحصلة النهائية في مصلحة القطاعات كلها، والأهم من ذلك، مصلحة الدولة ككل؛ حيث ذلك القطاع المعين إما أنه سيدر عائداً مادياً مجزياً للخزينة العامة والآخر إما سيحقق مصلحة حيوية استراتيجية للبقية، وهكذا فسنلاحظ أن القطاعات كلها تنشأ لمصلحة مفيدة، وفي استمرار كل منها مصلحة للجميع إذا ما وعينا للصورة الأكبر. ولذلك لا يصح أن يقول أحد إنه وفي ظل خوض قواتنا المسلحة الباسلة لحربنا الدفاعية المشرفة على حد المملكة الجنوبي، والتي سطرنا فيها كسعوديين، للتاريخ، صورةً من أروع صور الصمود، والشجاعة، والتضحية، بأن ينزلق البعض للخلط ويقول لماذا تستمر الدولة في الاهتمام بالرياضة أو لماذا الترفيه؟ وهنا من المهم أن نعي أن الترفيه قبل أي شيء هو قطاع دولة، له تنظيمات، وله ميزانية، وعليه تطلعات كغيره من قطاعات الدولة. قطاع الترفيه يسهم في الاقتصاد، والأهم من ذلك، يسهم في الرفاه الاجتماعي ويلعب دوراً مهماً في صيانة المعنويات العامة. وإذا ما وعينا لذلك، فعلى الناقدين – إن صحت تسميتهم بهذا – أن يوجهوا نقدهم لقطاع الترفيه بصورة بنّاءة وموضوعية فيما قد يوجد من قصور لدى هذا القطاع كغيره من القطاعات، وذلك خدمةً لنموه وتطوره. ودونما الانزلاق إلى جدليات الخلط في الأمور ومقارنة قطاع لآخر بصورة قد تفضي – جهلاً – إلى الإساءة للمصالح العامة للدولة وقطاعاتها المهمة، وكلها مهمة.