رحب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة بالحضور الوزاري المشارك في مؤتمر دعم استقرار ليبيا الذي انعقد أمس الخميس في طرابلس، واصفاً إياه بالمؤتمر الأول من نوعه في ليبيا منذ 10 سنوات. وأثنى الدبيبة، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، على "الدعم الكبير الذي قدمته الدول الشقيقة والصديقة لليبيا، والذي أسهم في وقف الحرب والخروج باتفاق سياسي رعته الأممالمتحدة وأدى إلى توحيد السلطة التنفيذية". وقال الدبيبة خلال المؤتمر: "هذا المؤتمر ليس تنصلا من أي تعهدات التزمت بها حكومتنا سابقاً، بل هو تأكيد على استمرار دعمنا لتنفيذ الانتخابات والمساهمة في توفير الظروف الجيدة لانعقادها وتشجيع كافة الأطراف الليبية على احترام نتائجها. ومن خلال هذا المؤتمر يجب أن نتوجه بالشكر للمجلس الرئاسي واللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 على جهودهم المبذولة من أجل تنظيم الملف العسكري الذي يحتاج لجهود إضافية ودعم دولي، نظرا لأهميته". وأضاف الدبيبة أن "لقاءنا اليوم تأكيد على إرادة الليبيين في إنهاء المعاناة، والتزام منا على دعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات من أجل إجراء الانتخابات الوطنية في موعدها، والتأكيد أيضاً على أن حكومة الوحدة الوطنية جاءت من أجل استقرار وسلام ليبيا بعد سنوات صعبة عشناها". واختتم الدبيبة كلمته قائلاً إن "انعقاد هذا المؤتمر هو رسالة لكل العالم بأن القرار الليبي صار بإرادة ليبية وطنية وبدعم كل الخيرين من كل أنحاء العالم، ونحن نتطلع إلى شراكة استراتيجية طويلة العهد معكم من أجل استقرار حقيقي وفاعل لبلدي وأهله الطيبين". وقالت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الوفد الأممي المشارك في مؤتمر دعم استقرار ليبيا روزماري ديكارلو إن مؤتمر دعم استقرار ليبيا يعد رسالة بأن الاستقرار قد تم تحقيقه في الدولة الليبية. وأفادت ديكارلو، في كلمتها في افتتاح المؤتمر، بأن "الأممالمتحدة تعمل بشكل فعال على تسهيل العملية السياسية الليبية التي يقودها الليبيون، وكذلك الحوار الليبي، بدعم من المجتمع الدولي، ووفقاً لمخرجات مؤتمر برلين".وأضافت أن "هذا الحوار يجب أن يستمر للمحافظة على زخم العملية السياسية والوفاء بتحقيق خارطة الطريق والحوار السياسي كذلك". وتابعت: "في هذا الشأن إننا نحث كافة الأطراف الليبية على بذل كافة الجهود لعقد الانتخابات في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم وفق خارطة الطريق ومخرجات وقرارات مجلس الأمن". وفيما يخص الشأن السياسي، بيّنت ديكارلو أن "الحوار مطلوب للغاية لدعم الوحدة، ولدعم العملية السياسية من كافة الأطراف السياسية"، موضحة أن "هناك حاجة للمصالحة وحاجة لتقديم التنازلات كذلك". وحثت ديكارلو مجلس الأمن على دعم هذه العملية السياسية، وكذلك كافة المؤسسات السياسية الليبية على الامتناع عن أي أعمال من شأنها أن تقوض العملية السياسية وعدم احترام نتائج الانتخابات. واستطردت بالقول "إننا ندعو إلى هذه الانتخابات التي ستنهي العملية الانتقالية في ليبيا وأن نعود إلى الشرعية السياسية، وأن ننهي كذلك التدخل الأجنبي في الشأن الليبي".ورفعت أعلام حوالي ثلاثين دولة ممثلة في المؤتمر على طول طريق الكورنيش في طرابلس التي أقفلت أمام حركة السير للمناسبة. وبعد سنوات طويلة من الصراع والحروب بين الشرق والغرب، شُكّلت حكومة وحدة وطنية في ليبيا في مطلع العام بعد حوار ليبي-ليبي في جنيف برعاية الأممالمتحدة، على أن تدير مرحلة انتقالية تقود الى انتخابات حُدّدت الرئاسية منها في 24 ديسمبر. * "موقف دولي وإقليمي موحّد" - وقالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش إنّ المبادرة تهدف الى التوصل الى "موقف دولي وإقليمي موحّد داعم ومتناسق" يساهم في "وضع آليات ضرورية لضمان استقرار ليبيا، خصوصاً مع قُرب موعد إجراء الانتخابات". من جانبه أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس الخميس على ضرورة تنفيذ كافة مقررات خارطة الطريق التي أقرها الليبيون، وخروج جميع القوات الأجنبية العسكرية والمسلحة من ليبيا بما يلبي تطلعاتهم للانطلاق إلى مستقبل أفضل، ويسهم في استعادة ليبيا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها وسيادتها. وأشار شكري، في مستهل زيارته للعاصمة الليبية طرابلس، إلى ما توليه مصر من حرص بالغ لدعم ليبيا في إطار العلاقات الثنائية أو عبر تعزيز مختلف المساعي التي من شأنها أن تفضي إلى إيجاد تسوية سياسية شاملة. وعُقد في برلين في مطلع العام الماضي مؤتمر دولي حول ليبيا تعهّدت خلاله الدول العمل على إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا والالتزام بعدم إرسال السلاح إليها وذلك للمساعدة في وقف الحرب في هذا البلد. وأفاد تقرير للأمم المتحدة في ديسمبر عن وجود قرابة عشرين ألف من المرتزقة والمقاتلين الأجانب في ليبيا. وتقول طرابلس إنّ عدداً ضئيلاً من المرتزقة غادر البلاد. في بداية أكتوبر، اتفق وفدان عسكريان ليبيان، أحدهما من الشرق والآخر من الغرب على "خطة عمل شاملة" لسحب المرتزقة، لكنهما لم يحدّدا أيّ جدول زمني لذلك.