أبناؤنا بين المطرقة والسندان في عالم التقنية وشبكات التواصل؛ فلم تعد وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي مجرد تطبيقات أو منصات تقنية يتم من خلالها مشاركة الأحداث والفعاليات والصور والمقاطع مع الأصدقاء والأقران وأحيانًا مع الغرباء، وإنما أصبحت وسيلة يلجأ لها البعض بهدف المقارنة والبحث عن مدى إعجاب الآخرين بهم، وبالتالي الحصول على نسبة مشاهدين أعلى لإشباع جانب نفسي مهم وهو الإحساس بالوجود والإمداد العاطفي المصطنع الزائف والمؤقت والهروب من عالم الواقع إلى عالم الخيالات وأحلام اليقظة. وبلا شك أن بعض الفئات العمرية هم أكثر تأثرًا ولا سيما المراهقين منهم فهم يقعون فريسة سهلة لبعض المواقع التي تستغل قلة خبرتهم وخاصة من يعانون من تدنٍ في تقدير الذات إضافة إلى إنخفاض مستوى الوعي باستخدامات التقنية والتعامل معها بالطرائق الآمنة. فالانغماس والتعمق في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بصورة مبالغة فيها قد يتسببان في الإصابة ببعض الأمراض النفسية المدمرة، قد تقود أصاحبها إلى الحزن والاكتئاب واضطرابات في النوم وفقدان الشهية وربما إلى مستويات أعلى قد تؤدي إلى الإقدام على الانتحار نتيجة لفقدان السيطرة على التصرفات والسلوكيات جراء التوحد مع شاشة تخفي خلفها الكثير من الجوانب المظلمة والمضللة. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن أن نساعد أبناءنا على الوصول لبر الأمان؟ بالبعد عن الانتقادات المستمرة واللاذعة المسببة للنفور وابتعاد الأبناء وهروبهم إلى عالم الفضاء التقني للبحث عن إثبات الذات مع المشاركة والحوار الإيجابي والتوجيه المبني على الحب دون تقريع وإهانة وكذلك الحب غير المشروط للأبناء المبني على التقبل لذواتهم مع التأكيد على مساعدتهم في معالجة السلوكيات غير المرغوبة (عدم تقبل السلوك وليس الشخص) يلعب دورًا مهمًا في تعديل السلوكيات غير المرغوب فيها. أيضاً توجيه الأبناء واستثمار طاقاتهم في مجال التقنية إلى منتجات ومخرجات إيجابية تساهم في بناء مستقبلهم مع رفع مستوى الوعي لديهم حيال مخاطر الاستخدامات الخاطئة للتقنية مع مناقشتهم بإيجابية وتقبل آرائهم وتوجيهها بطرق جاذبة ومشوقة. * مديرة إدارة إرشاد الطالبات بالإدارة العامة للتعليم في منطقة الرياض 1