طينة وعجينة شخصان اختارا الصمت ليجتازا مرحلة لا يدرون ما هي من الحب الافتراضي العاصف الممزوج بعواصف المسلسلات التركية المترعة بمشاهد تذوب العقل قبل القلب. تبادلا ما يسمى الحب التقني وليس الحب العذري البريء الذي انتهت صلاحيته ولموا عليه الحتة بعد ظهور موضة مواقع التواصل الاجتماعي وما يحدث فيها تقريباً من اختلاط تقني افتراضي، جعل بعضهم يعيش في دوامة من الخيالات والآمال العريضة من ترهات الحب خلف الأجهزة، واحتواء صفحاتهم على كلام مسموم بالعسل يذهب بمن كان به ذرة عقل أو إيمان وجلد ومن ثم محاولة التجاوز من مرحلة الأجهزة، لمرحلة محاولة التطبيق على أرض الواقع، بطريقة خاطئة لا تمت لنهاية سعيدة في أغلب الأحوال أو بالأحرى الزواج كرباط أخير. لا ألقي باللوم عليهم بشكل كامل، ولكن نلقي اللوم على من ربوا أولادهم على سياسة الحرمان وعلى ما ربوهم “بابتهم ومامتهم” عليه منذ نصف قرن مضى، ومن ثم فتح الباب على مصراعيه لأولادهم مما يجعلهم يمرون بتجارب مؤلمة سريعة كسرعة وتنوع ما تظهره لنا هذه التقنية من تطورات يعجز بعضهم عن استيعابها واستخدامها بالطريقة الصحيحة، ونلقي باللوم أيضًا على الأخصائيين والاستشاريين النفسيين، وقيام البعض منهم بالتحيز لآرائه ومدرسته النفسية، ووضع الشباب بين المطرقة والسندان من دون أي توحيد للآراء أو حتى التبرع المجاني بمتابعة بعضهم مما يلح عليه حتى يقوم بعرض مشكلته شخصيًّا عليه، وإذا كان هناك مجال فلا يكون إلا بزيارة العيادة بمبلغ وقدره يعجز عنه شاب ربما يكون طالبًا في مقاعد الثانوي أو الجامعة. رسالة ممزوجة معطرة للأهل في عام 2014 لا تكون غالبًا تربية أبنائكم على طريقة الآباء نافعة كليًّا، لكن ربوهم على مبدأ حماية الثقة لا الحرمان منها، وأمطروهم بوابل من الحب الفطري المغروس فطريًّا بينكم وبين أبنائكم، وصاحبوهم ولا تعاقبوهم، تكسبوا أبناءكم وتكسبوا ثقتهم، وبالنسبة للأخصائيين النفسيين والمشايخ أيضًا حاولوا التغلغل في طيات مواقع التواصل الاجتماعي ليس لكسب الشهرة ولكن لنشر نصائحكم وحلولكم لمشاكل الشباب بشكل يجاريهم لا ليصعب الأمر عليهم أو يهول ما هم فيه.