أكد أكاديميون وخبراء أن الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة لتطوير ينبع وأملج والوجه وضباء يأتي في سياق رؤية متكاملة من قيادة الوطن لاستثمار معطيات كل منطقة بما يعود على أهل كل منطقة من تطوير ورخاء وفرص عمل وفتح مجالات اقتصادية وعمرانية وخدمية لأهل كل منطقة، وأن إنشاء هذه الهيئة وبهذا المستوى حيث يرأس مجلس إدارتها سمو ولي العهد -حفظه الله- يؤكد مدى الاهتمام الخاص بهذه المحافظات مما سينعكس بشكل كبير على سرعة الإنجاز والإتقان في تحقيق الأهداف المحددة لهذه الهيئة. تطوير ورخاء وقال أستاذ البحوث والدراسات بالجامعة الإسلامية د. سليمان بن عبدالله الرومي: في هذا البلد العزيز المملكة العربية السعودية نرى بين الفينة والأخرى مبادرات تخرج لنا من قيادتنا الحكيمة -حفظها الله- تضيف بناء وتطويرا في هذا البلد المعطاء بينما الكثيرون في البلدان الأخرى القريبة والبعيدة يعانون فقرا واضطرابا وأزمات متلاحقة بسبب سوء الإدارة والقيادة لديهم، ولاشك أن الأمر الملكي الكريم المتعلق بإنشاء هيئة لتطوير ينبع وأملج والوجه وضبا يأتي في سياق رؤية متكاملة من قيادة الوطن لاستثمار معطيات كل منطقة بما يعود على أهل كل منطقة من تطوير ورخاء وفرص عمل وفتح مجالات اقتصادية وعمرانية وخدمية لأهل كل منطقة. وجهات عالمية وأضاف: هذا الأمر الملكي الكريم بشرى لأهالي ينبع وأملج والوجه وضبا إذ استثمر معطياتها ومواقعها لتكون وجهة سياحية عالمية، خصوصا أنها تقع بين منطقتين مهمتين وذوات جذب لأصحاب العمل والزائرين والسياح وهما منطقة المدينة ومكة من الجنوب والشرق ومنطقة نيوموالبحر الأحمر من الشمال لذا فكل عناصر التطوير متوافرة فمثلا قربها من المدينةالمنورة سيجعل كثيرا من زائري المدينة يخصصون لها وقتا لزيارتها والاستمتاع بمرافقها البحرية والسياحية، كذلك وقوعها جنوب مدينة نيوم ومشاريع البحر الأحمر تلك الوجهات السياحية العالمية سيجعلها منطقة رديفة وداعمة وهذا سينعكس بمزيد من الدعم لمشاريع المنطقة ومرافقها السياحية، كذلك إنشاء هذه الهيئة وبهذا المستوى حيث يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يؤكد مدى الاهتمام الخاص بهذه المنطقة مما سينعكس بشكل كبير على سرعة الإنجاز والإتقان في تحقيق الأهداف المحددة لهذه الهيئة. الثقافة والطبيعة وتابع: ملحظ آخر يمكن قراءته لإنشاء هذه الهيئة لتطوير ينبع وأملج والوجه وضبا وهو إدراك القيادة للقيمة التاريخية والثقافية والطبيعية لهذه المدن وعلاقتها بالمدينة ومكة ووقوعها على البحر الأحمر الذي يعبر من خلاله أكثر من 13٪ من التجارة العالمية ليأتي هذا التطوير ليليق بهذه القيمة وليستثمرها بما يعود على هذه المدن من تطوير في شتى المجالات والذي سيكون له بالغ الأثر في مسيرة التنمية والرخاء والازدهار ليس في هذه المدن فحسب بل على الوطن بشكل عام، وبعد سنوات قليلة سيتغير وجه هذه المدن وسنرى ثمار إنشاء هذه الهيئة في ازدهار الجانب العمراني والأسواق والنقل والترفيه والسياحة الخدمات العامة والتنمية بشكل عام. كنوز لم تكتشف وقال الخبير الاقتصادي عبدالغني بن حماد الأنصاري: جاء الأمر الملكي في توقيت مناسب لاستغلال كنوز لم تكتشف في مدن ساحلية هامة شواطئها وشعبها المرجانية هي الأجمل في العالم، مما يجعلها مؤهلة لتضم كبريات المنتجعات السياحية والمدن الاقتصادية والحرة التي ستغير الخارطة الاقتصادية، فبلادنا لديها موانئ على الخليج والبحر والأحمر لو فعلت من خلالها خدمات الشحن والخدمات اللوجستية من خلال ميناء ضخم للأسواق الحرة والتجارة الدولية وأنشئت مناطق حرة بالكامل على ساحل البحر الأحمر سيتغير ميزان الشرق الأوسط لمصلحة العملاق الضخم المملكة العربية السعودية، الشريط الساحلي الذي يتجاوز ألفي كيلومتر محفز لإنشاء موانئ بحرية حرة في جازان وحقل وفي المنتصف ينبع وأملج والوجه وضبا، كما أن ربط المدن والموانئ بعضها ببعض من خلال سكك الحديد من شأنه اكتمال القمر التنموي الذي مازال هلالا حتى اليوم، هذا الأفكار التي تتجه نحوها بلادنا غير مستغربة على قيادتنا الحكيمة -حفظها الله- التي لاحظنا منها في الآونة الأخيرة قرارات غير مسبوقة تؤكد وجود حراك اقتصادي كبير. فرص ضخمة وأضاف: الرؤى الاقتصادية تحتاج وقتا لتظهر نتائجها جلية ودول العالم المتقدمة وصلت لما وصلت إليه من خلال تلك الرؤى التي لم تظهر نتائجها إلا بعد 30-40 سنة، أما المملكة فقد انطلقت رؤيتها عام 2016م وستكون نتائجها في عام 2030م أي بعد 14 عاما على انطلاقتها وهو زمن قياسي وإذا تم تنفيذ 30-50٪ سنرى السعودية بشكل جديد دون اعتماد كلي على النفط وهو اعتماد خطر لا يصنع تنمية قوية ودائمة تقوم على الموارد المتنوعة والعقول البشرية، وقيادتنا الرشيدة -حفظها الله- استشعرت ذلك فكانت الرؤية المتميزة والقرارات المتتالية الموفقة، وأقول لشبابنا اليوم أمامكم فرص استثمارية قادمة، وفرص توظيف ضخمة وخصوصا المدن التي شملتها القرارات فكونوا سباقين وكونوا أول من يوقد شمعة. مكانة تاريخية وأكد الأكاديمي والإعلامي عبدالغني القش أن الأمر الملكي استقبل باستبشار بالغ لأنه يقتضي تطوير محافظات لها مكانة تاريخية كبيرة، تحوي بين جنباتها العديد من الآثار التاريخية ربما كان بعضها له صلة بالسيرة النبوية الشريفة، وهي بلا شك تأتي ضمن المنظومة الوطنية لهذه البلاد العزيزة، والتي تحوي بين جنباتها السيرة الكاملة لنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والذي تنقل بين العديد من المدن والمحافظات والمراكز والقرى، وقد حفظ التاريخ هذه الآثار ليأتي سلمان التاريخ فيبرزها ويحافظ عليها ويعيد لها مكانتها التي لا تخفى. ميزات تنافسية وقال: جميعنا يعلم حرص القيادة الرشيدة على تطوير جميع مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية بلا استثناء، واستغلال مقوماتها الطبيعية وميزاتها التنافسية لدفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية فيها والهدف هو تطوير وتنمية جميع أجزاء هذا الوطن الغالي ورفع جودة الحياة بالارتقاء بالخدمات الأساسية والبنى التحتية فيها، وكم هو جميل أن تصبح مثل هذه المناطق وجهات سياحية عالمية يفد إليها الجميع ليمتعوا ناظريهم بما يشاهدون من مقومات ومكنونات ومكونات، وكنوز تحتضنها هذه المناطق بين جنباتها، وقد تضمن الأمر الملكي الكريم أن يكون للهيئة مجلس إدارة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وهو ما يمثل جانب قوة لا يستهان به بإعطاء الأمر المزيد من الاهتمام والعناية، وقد عهد عن سمو ولي عهدنا الأمين الجانب العملي الدؤوب الذي لا يتوقف عن البذل والعطاء لتحقيق التنمية المستدامة وهو ما يصب في رؤية سموه الثاقبة لهذا الوطن. وينتظر الجميع الأثر الكبير في مسيرة التنمية والرخاء على نحو يتناسب مع قيمة محافظاتينبع وأملج والوجه وضباء التاريخية والثقافية بالنظر إلى ما تتميز به من فرص استثمارية واقتصادية، وبما ينسجم مع أهداف رؤية المملكة الطموحة 2030م. نقلة نوعية وأضاف: بالعودة إلى القرار، فإن الجميع ينظر وبفارغ الصبر إلى هذه المحافظات ليرى وبشكل عاجل النهضة التي ستحل بها، والنقلة النوعية في البنية التحتية فيها، كما يترقب إبراز ما تحتضنه هذه المحافظات في كافة الجوانب الثقافية والتاريخية والاجتماعية والأثرية، ولعل المتاحف تأتي على رأس القائمة، ويوليها سمو ولي العهد الأمين جل عنايته وفائق اهتمامه ليشاهد بعد ذلك الكم الهائل من السياح الذين سيرتادونها بمشيئة الله. فرص استثمارية واقتصادية تنسجم مع أهداف رؤية المملكة