في الصباح من يوم الخميس السادس عشر من صفر لهذا العام 1443ه وهو اليوم الوطني لمملكتنا الغالية استيقظت من بعد ليلة نمتها متدثراً بأمان وطني فالحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور، خرجت من منزلي وقد خلعت لباس الجوع بإفطار من خيرات وطني، ركبت سيارتي التي كانت تنتظرني وحيدة في شارع وطني ما خفت عليها من سارق ولا عابث فما اعتدت على ذلك في وطني، سرتُ بها وسار بي بصري في شارع وطني، شارع فسيح ومنظم يباريه رصيف أنيق فكأن وطني يهمس في أذني: تَّنعَّمْ بمسارك ولا تقفز على مسار الآخرين، أوقفتني إشارة مرور فوقفت وما في السلامة فيها شك لواقف، صماء يسير بأمرها الأحياء فتسمح لهذا وتمنع ذاك فما أعدلك يا وطني أعطيت كلَّ ذي حريةٍ حريته وفوق شارع وطني أنوار تجعل ليله كنهارِه فلا سبيل للظلام في وطني وحوله أشجارٌ تظلل ضحاه فكم من مسترخ في ظل وطني من أهله ومن غير أهله، ترمقني جوانب شارع وطني وأرمقها فعن يميني مدارسٌ بناها وطني فبنتنا، وعن يساري أسواق أعطاها وطني فأعطتنا، وهذا مسجد في حجره منارةٌ علا اسمُ رب العالمين على بنيانها فعلا لوطني ذكرٌ لا يذكر مثله، وتلك محطتان أولاهما فيها المياه منهمرةٌ فكانت الزراعة والسقيا والتنظيف والثانية منها الكهرباء متدفقة فصارت الصناعة والدفء والتبريد، وتلك الناصية من شارع وطني يقبع فيها معهدٌ يَمُنُّ عليَّ بخبرةٍ وما أحلى مِنَّةَ وطني وناصية أخرى تشمخ فيها جامعة صنعتني مهندساً وما أغلى صَنْعَه وطني، وأخيراً انتهيت إلى حديقة ترتمي في أحضان وطني ونرتمي في أحضانها فكانت خضرة يرمي الكبار فيها التعب وملاعب يحلو للصغار فيها اللعبُ فما أروعك يا وطني شدَّ الله مُلكَكَ فشددت أجسادنا وعقولنا. فلك مني يا وطني أجمل تحية فأنت سلامٌ أحاط بنا سرادقه ورخاءٌ أصطفَّت أمامنا مرافقه. هذا فضل وطني فأروني ماذا تفضلت به من دونه الأوطان. فلك الحمد ربي أن غمرنا فيه منك هذا الإحسان ويا رب أسبغ على وطني قيادةً وشعباً رضاً ورفعةً، وادحر كل من كان في قلبه لوطني شنآن. م. جمال بن إبراهيم المديفر