وقع الهلال في فخ التعادل الثالث، وخسر بذلك ست نقاط ضاعت عليه بسبب أخطاء تحكيمية، اعتمد الحكم المحلي أحمد المريخاني آخرها في مواجهة الحزم، عندما تعامل مع الأزرق بشكل غريب و»طنش» ضربتي جزاء واضحتين وضوح الشمس في رابعة النهار كانتا ستغيران وضعية المباراة ونتيجتها، ومنحت الحزم نقطة لا يستحقها بعد أن طبق مدربه البرازيلي هيلدر خططاً من قبله في التكتل والإقفال وتخريب اللعب واللعب الخشن وإضاعة الوقت. لا شك أن العوامل التحكيمية وأداء الخصم لهما تأثيرهما، ولكن في المقابل هناك أخطاء إدارية وفنية فادحة لا يمكن إغفالها، إذ استمرت أخطاء المدرب البرتغالي جارديم ومكابراته من خلال تكتيك غريب وتبديلات أغرب ساهمت أيضاً في ضياع النقاط، بجانب الهبوط الفني الحاد جداً في مستوى المهاجم الفرنسي غوميز الذي أضاع ضربة جزاء في وقت قاتل كانت ستعيد الزعيم إلى العاصمة بنقاط المباراة لو سددها بتركيز وطريقة أفضل بدلاً من أن يسدد وهو شارد الذهن ويهديها لحارس مرمى الحزم عسلة الذي تفاخر بصدها وهي سهلة جداً في طريقة تسديدها. الهلال لديه مشكلة إدارية كبيرة إذ يحسب للإدارة كل الإنجازات الإعجازية التي حققتها، ولكن في المقابل الأهم ليس الوصول للقمة بل المحافظة عليها بدلاً من أن يهوى الفريق بصورة مخيفة لجماهيره ومطمئنة لخصمه الآسيوي المقبل بيروزي الإيراني، فالإدارة تبالغ في الثقة ومنح الصلاحيات للمدرب وتسلمه الفريق، ولا يهمها ماذا سيحدث بعد من كوارث شاهدها الجميع وتطرق لها النقاد والمحللون الفنيون في المباريات الماضية؟. إدارة الهلال اعتقدت أو تعتقد أن اسم المدرب كمدرب كبير وعالمي يكفي لكي ينجح، ولم يرد في ذهنها أن هذا لا يكفي، فالتخبيص والاختراعات وكل الأخطاء تأتي من مدرب مغمور ومن آخر عالمي، لذا يستوجب الوضع المسارعة في مناقشته على كل الأخطاء وإفهامه أن هناك خططاً وتكتيكات فنية لا تناسب كل اللاعبين، وجعله يضع التكتيك المناسب وليس الصعب والذي ثبت فشله في كل المباريات الماضية. النقطة المهمة الثانية هي وضع المهاجم الفرنسي غوميز، الذي يشهد أداؤه هبوطاً حاداً ومخيفاً يستلزم وضعه على دكة البدلاء لمراجعة حساباته والعودة بشكل أقوى بعد أن أصبح عبئاً على الفريق، إذ لا أحد ينكر تألقه ونجوميته في المواسم الماضية، لكن الماضي ماضٍ ولا يمكن الاستناد عليه، ومنح اللاعب فرصاً غيره أجهز وأحق بها، وعلى الإدارة نسيان الماضي وعدم التعامل معه بعاطفة، لأنه كان وكان وله أيضاً تأثيرات إيجابية على سلوكيات اللاعبين وإفادتهم بخبرته ومشاركاته في المناسبات الاجتماعية، ففي كرة القدم البقاء للأصلح دائماً الجاهز فنياً ونفسياً وبدنياً. من تدريب أمس (عدسة - المركز الإعلامي بالهلال)