بينما لا نزال نشارك فرحة الذكرى ال 91 لليوم الوطني السعودي، ها نحن ندخل الذكرى ال 72 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. أود أن أتقدم بأحر التهاني وأصدق التحيات للمواطنين الصينيين الذين يعملون في المملكة العربية السعودية ويدرسون فيها بمناسبة العيد الوطني، وأن أعبر عن خالص شكري للمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبًا الذين اهتموا بالعلاقات الصينية السعودية الممتدة ودعموا تطويرها. يصادف هذا العام الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني فبعد النضال المستمر لأبناء جميع القوميات، حققت الصين هدفها المئوي الأول. إذ نجحت في بناء مجتمع رغيد الحياة بطريقة شاملة، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر دولة تجارية، وأكبر دولة صناعية وتصنيعية. إننا نتقدم بنزاهة وقوة نحو الهدف المئوي الثاني المتمثل في بناء دولة اشتراكية حديثة قوية بطريقة شاملة. يصادف هذا العام أيضًا الذكرى الخمسين لاستعادة الصين مقعدها القانوني في الأممالمتحدة، وعلى مدى السنوات الخمسين الماضية، مارست الصين مقاصد ميثاق الأممالمتحدة ومبادئه بإجراءات عملية، لتصبح بانيًا مهمًا للسلام العالمي، وأكبر مساهم في التنمية العالمية، ومدافعًا قويًا عن النظام الدولي. تعد الصين ثاني أكبر مساهم في تمويل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وأكبر مساهم بالقوات بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وقد قدمت مساهمات بارزة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. تهتم الصين بالتنمية العالمية وتعمل على إنعاش الاقتصاد وتحقيق تنمية عالمية أقوى وأكثر اخضرارا وصحة. طرح فخامة الرئيس شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية في جلسة المناقشات العامة للدورة ال76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويدعو لدفع التنمية العالمية نحو مرحلة جديدة تتميز فيها بالتوازن والتناسق والشمولية. لقد أصبحت مبادرة «الحزام والطريق» منصة عالمية مهمة للتشاور والبناء والفوز المشترك. وقد تشكلت عائلة كبيرة من «الحزام والطريق» تتكون من 141 دولة و32 منظمة دولية، وعززت بصورة فعالة نتائج التنمية المشتركة العالمية ووسعتها. لعبت الصين دورًا أساسيًا مهماً في الاستجابة للأزمة الصحية العالمية. إذ أدت تعاونًا دوليًا نشطًا في الاستجابة للوباء، وأوفت بالتزامها تجاه توفير اللقاحات كمنتج عام عالمي مقدمةً أكثر من 1.25 مليار جرعة من اللقاحات والحلول لأكثر من 100 دولة ومنظمة دولية. وفي هذا العام، ستسعى الصين جاهدة لتوفير ملياري جرعة من اللقاح والتبرع ب 100 مليون دولار أمريكي ل «خطة تنفيذ لقاح وباء كورونا». تنخرط الصين المشاركة بنشاط في الإدارة العالمية للبيئة والمناخ. وتنفذ بجدية «اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ» و»اتفاقية باريس»، وتعزز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة. كما طرحت تدابير جديدة للمساهمات الوطنية المتمثلة في تحقيق ذروة الكربون قبل 2030، وحياد الكربون قبل 2060، والعمل بقوة على تشكيل نمط تعاون عالمي يعالج تغير المناخ وحماية البيئة. بالنظر إلى المستقبل، ستواصل الصين اتباع سياسة خارجية مستقلة للسلام، والالتزام بمسار التنمية السلمية، وتعزيز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وستواصل العمل مع جميع البلدان والشعوب المحبة للسلام لتعزيز القيم المشتركة للسلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية للبشرية جمعاء. منذ بداية هذا العام، استمرت العلاقات الصينية السعودية في التحسن بصورة مطردة. فقد أجرى فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثة هاتفية مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي. وقام معالي مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، كما يواصل البلدان تعميق الثقة السياسية المتبادلة والحفاظ على التنسيق والتعاون الوثيقين في القضايا الدولية والإقليمية. ترتبط مبادرة «الحزام والطريق» و «رؤية السعودية 2030» ارتباطًا عميقًا، ووصل التعاون التجاري بين الصين والمملكة العربية السعودية إلى مستوى جديد، فبلغ حجم التجارة الثنائية في النصف الأول من العام 137.9 مليار ريال، وهو ما يمثل حوالي 1/5 من إجمالي التجارة الخارجية للمملكة. ويواصل البلدان تعميق تعاونهما في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية الجديدة والتعليم والعلوم الإنسانية وتوسيع مجالاتهما. يُصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لتصدير النفط السعودي إلى الصين. ولا يُعد التعاون في مجال الطاقة «حجر الأساس» للتعاون العملي بين الصين والسعودية وحسب، بل تجسيدًا حيًا للمساواة والمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة بين الصين والسعودية. إن التطور السريع للعلاقات الصينية السعودية ضرورة تاريخية، وله أساس واقعي، وأهمية مستقبلية. إذا نظرنا إلى التاريخ، نجد أن الثقافة الصينية والثقافات العربية والإسلامية تنتمي إلى الحضارات الشرقية، فكل حضارة من هذه الحضارات تدافع عن مفاهيم الوسط والتسامح، والثقافات المماثلة تعطينا إحساسًا طبيعيًا بالألفة. استنادًا إلى الوقت الحاضر، تعد كل من الصين والمملكة العربية السعودية دولتين مهمتين في آسيا، وكلاهما عضو في مجموعة العشرين، وكلاهما يتحمل مسؤولية التطوير والبناء للدولة، وتعزيز رفاهية الشعب، والحفاظ على الأمن العالمي والمزيد. وبالتطلع إلى المستقبل، فلدينا مفهوم ورؤية تنموية مشتركة، مما يجعلني أشعر بالثقة الكاملة في تطوير العلاقات الثنائية. أخيرًا، فلنحتفل مرة أخرى بالعيد الوطني للصين والمملكة العربية السعودية، ونتمنى أن تستمر العلاقات بين الصين والمملكة في التطور. مطار بكين داشينغ الدولي أكبر مطار في العالم بدء تشغيل محطة الفضاء الصينية مكث 3 رواد الفضاء في المدار لثلاثة أشهر يحتفل المسلمون الصينيون في منطقة شينجيانغ بعيد الأضحى ستقيم بكين الدورة الرابعة والعشرين من الالعاب الاولمبية الشتوية من 4 إلى 20 فبراير عام 2022