منذ انبلاج نور ذلك اليوم المجيد بتاريخ 23 /9/ 1932م، والذي أعلن به المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- توحيد هذه البلاد، فتح صفحة جديدة من الأمجاد الوطنية، ليصبح هذا الوطن المعطاء منارة للعروبة وقبلة للإسلام وثقلاً عالمياً. ونحن إذ نستذكر هذا اليوم العظيم وجب علينا الفخر بتلك الملاحم الوطنية التي سطرها الملك المؤسس -طيب الله ثراه- وجنوده المخلصون الأوفياء الذين بذلوا الجهد والمال والأنفس حتى تم توحيد هذا الوطن تحت راية العز الخضراء التي جمعت قلوب أبناء الوطن حول قيادة واحدة ليجمع الشتات ويوحد الناس، ويرسم خارطة الوطن الواحد. ليسير من بعده أبناؤه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- جميعاً، بنفس المنهج القويم والملك الحكيم، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وبلادنا تعيش في نماء وخير وتطوير. في ذكرى الوطن 91 تمتزج عبارات الفرح بعبارات الفخر والاعتزاز تمجيداً لوطن هو الخير والعطاء هو النور والضياء، هو أريج العطر ونسمة الهواء، هو من الألف إلى الياء مجدٌ وعزة ، بذلٌ وسخاء. إنها بحق مناسبة غالية محفورة في الذاكرة والوجدان، ففيها تحقّق التكامل والوحدة، وأزيلت الفرقة والتفكك، هو اليوم الّذي يشهد له التاريخ بمدى التطوّر والازدهار الّذي حصل في وطننا على مر العصور. إن وطننا اليوم يعيش في عهد التقدم والازدهار والتطور الهائل برؤية حكيمة وخطى سديدة في كافة المجالات، رؤية تسعى بلادنا من خلالها إلى أن تتبوأ مركزاً متقدمًا بين الدول المتقدمة على مستوى العالم. الاحتفال باليوم الوطني يتيح الفرصة إلى تقييم ما تم من إنجازات والاستعداد إلى الانطلاق نحو تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً من خلال تعاون وتشارك كافة القطاعات والجهات المعنية في الدولة للتمكن من الوصول للخدمات بشكل عام وتسهيل حق الوصول إلى الخدمات الرقمية بشكل خاص في ظل الاعتماد عليها للوفاء بالكثير من الحقوق الخدمية كالحق في التعليم والصحة وغيرها من الحقوق الأخرى مما يتطلب تضافر جهود الجميع لضمان الوفاء بهذه الحقوق للجميع بدون استثناء. إننا اليوم إذ نحتفل بذكرى تأسيس وطننا الخالد تتبلور معاني التلاحم والتعاضد بين القيادة والمواطن لتتجسد عناوين الترابط والوفاء والولاء للوطن والإخلاص له فتتوحد الجهود وتنصهر الطاقات، ويكون العمل على نهج واحد، صفاً واحداً، وكلمة واحدة؛ لنكون جميعاً حصناً متيناً يحمي كيان الوطن ويقوض الأخطار من حوله فنقف سداً منيعاً في وجه الفرقة والفتن وتتكسر أمامنا صخور الطامعين وأحقاد المعتدين. كل عام ووطني يعانق السّماء مجداً ويحضن السحاب فخراً وعزاً. دمت يا وطني حباً وعشقاً للأبد. سليمان الباهلي