أقامت سفارة جمهورية طاجيكستان في الرياض مساء أمس الخميس بمقر السفارة احتفالية بمناسبة الذكرى الثلاثين لاستقلال الدولة لجمهورية طاجيكستان، ذلك بمشاركة أعضاء الجالية الطاجيكية في المملكة العربية السعودية وعدد من الإعلاميين ورجال الأعمال والفنانين والمثقفين، وفي كلمته أمام الحضور قال السفير أكرم كريمي سفير جمهورية طاجيكستان لدى المملكة العربية السعودية أن طاجيكستان حصلت على استقلالها كدولة ذات سيادة في 9 سبتمبر 1991م من الاتحاد السوفيتي السابق، وهذا العام يصادف الذكرى الثلاثين لاستقلالها الوطني. وأضاف أن جمهورية طاجيكستان دولة تقع في منطقة آسيا الوسطى، ولها حدود مشتركة مع كل من أوزبكستان وقرغيزيا والصين وأفغانستان، وبالعودة إلى التاريخ، فالأراضي التابعة لطاجيكستان حالياً هي امتداد للأقاليم التي كانت تعرف سابقاً بخراسان وماوراء النهر، وأفاد السفير طاجيكستان أن بلاده متعددة القوميات ويشكل الطاجيك فيها الأغلبية، بالإضافة إلى قوميات وأقليات أخرى مثل الأزبك والروس والقرغيز والتركمان كما أن جزءاً يسيراً من المجتمع الطاجيكي لهم أصول عربية. وبين كريمي أن شعوب خراسان وما وراء النهر وعلى وجه الخصوص أبناء الشعب الطاجيكي لهم دور بارز في إثراء الثقافة والحضارة الإسلامية ونشر وتطوير العلوم الإسلامية والعربية، بالإضافة إلى علوم الطب والفلسفة والرياضيات والجغرافيا وإلى آخره، وأما عن الطبيعة في طاجيكستان فقد قال السفير أن بلاده تتمتع بطبيعة خلابة ساحرة جميلة، فإن طاجيكستان هي بلد الجبال الشامخة والقمم الشاقة حيث أن أكثر من 90 في المائة من مساحة البلاد تشكلها الجبال، وهي تحتضن الأنهار والبحيرات والأنهار الجليدة والوديان الخصبة. وذكر السفير كريمي أن العلاقات الطاجيكية السعودية هي وليدة عهد الاستقلال وكانت المملكة الشقيقة من أوائل الدول التي اعترفت بسيادة طاجيكستان بعد أعلاه استقلالها وقد أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في فبراير 1992م، علماً بأن العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين تحمل بصمةً لعميد الدبلوماسية العربية - صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير خارجية السعودي الأسبق، رحمه الله، والذي زار دوشنبه في فبراير 1992م ووقع على بروتوكول إقامة العلاقات الدبلوماسية. وأضاف كريمي طاجيكستان تعتبر المملكة أهم شريك في العالم العربي والشرق الأوسط من منطلق الأواصر الروحية والتاريخية بين شعبي البلدين والمكانة الرفيعة التي تحتلّها المملكة على المستويين الدولي والإقليمي، وتحرص على تعزيز التعاون معها على كافة المستويات والمجالات ذات الاهتمام المشترك.، كما أن أواصر الأخوة المتينة القائمة بين زعيمي البلدين فخامة الرئيس إمام علي رحمان وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تمثل مرتكزاً مهماً لهذه العلاقات المتميزة.وأشاد السفير الطاجيكي بدور المملكة الرائد في تطوير مشاريع تنموية واجتماعية في طاجيكستان عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والصندوق السعودي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية، وذكر أن المملكة قدمت دعماً كبيراً لطاجيكستان في مواجهة تداعيات جائحة كوفيد 19 مؤخراً. واستطرد كريمي، "أنه بكل ارتياح يمكننا القول بأننا على مدى 30 سنة تقريباً استطعنا أن نضع قاعدة راسخة ننطلق منها اليوم نحو علاقات أكثر فاعلية بما يلبي طموحات شعبينا الشقيقين" . وأفاد السفير كريمي خلال كلمته أن جمهورية طاجيكستان تترأس حالياً منظمة شنغهاي للتعاون في العام الجاري الذي يصادف الذكرى العشرين لتأسيسها وذلك تحت شعار "عشرون عاماً على منظمة شنغهاي للتعاون: التعاون على الاستقرار والازدهار"، وستستضيف مدينة دوشنبه خلال الفترة 16-17 سبتمبر 2021م قمة قادة الدول الأعضاء في المنظمة شنغهاي للتعاون، وخلال رئاسة طاجيكستان حسم الأمر بالنسبة لانضمام المملكة العربية السعودية إلى منظمة شنغهاي للتعاون بصفة الشريكة في الحوار، وخلال قمة دوشنبه المرتقبة سيتم الإعلان عن هذا القرار، وأعرب عن تطلعه أن انضمام المملكة إلى منظمة شنغهاي للتعاون سيضفي زخما جديدا في العملية الاندماجية والتكاملية الإقليمية في إطار هذه المنظمة المرموقة.