إجماع تقاطعت عنده الكلمات الافتتاحية للمشاركين بقمة بغداد، حول أهمية دعم العراق ووقف التدخلات في شؤونه بما يعزز الاستقرار الإقليمي. واستضافت بغداد، اليوم السبت، مؤتمرا للتعاون والشراكة، بمشاركة إقليمية ودولية، بينها الإمارات الحاضرة بوفد يترأسه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وفي كلمته بافتتاح المؤتمر، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنه يرفض استخدام العراق ساحة لتصفية الصراعات، مشددا على أنه "لا عودة للعلاقات المتوترة والحروب العبثية". وأقر المشاركون بأن المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي تعامل دول الإقليم معها على أساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية. ورحبوا بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول إلى أرضية من المشتركات مع المحيطين الإقليمي والدولي في سبيل تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والأمنية، داعين إلى تبني الحوار البنّاء وترسيخ التفاهمات على أساس المصالح المشتركة، واعتبروا أن احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية. وقال: "نرفض أن يكون العراق منطلقا للاعتداء على جيرانه وأن يستخدم لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية"، لافتا إلى أن الشعب العراقي "انتصر على أعتى التنظيمات الإرهابية، تنظيم داعش، كان هذا الانتصار بمساعدة الأشقاء والجيران والمجتمع الدولي، فشكرا للجميع". من جانبه، اعتبر وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، أن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة يمثل خطوة مهمة على طريق عودة العراق بين محيطه الإقليمي والدولي. وقال المزروعي في كلمته خلال المؤتمر إن "الحضور الدولي في المؤتمر يعبر عن دعم العراق والمؤتمر خطوة مهمة على طريق عودة العراق بين محيطه الإقليمي والدولي". وأضاف أن "الإمارات تقف إلى جانب العراق وتنظر لمؤتمر بغداد باهتمام كبير" مشددا على أن "دعم العراق موقف دائم للإمارات". أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد، اعتبر، من جهته، أن العراق مقبل على مرحلة جديدة تتمثل بالبناء والتنمية، داعياً إلى دعمه إقليمياً ودولياً دون التدخل في شؤونه الداخلية. وقال بن أحمد، في كلمته، إنه من دواعي سروره أن يشارك في هذا المؤتمر المهم، الذي يمثل فرصة للمشاركة والحوار مع جميع الدول، لافتا إلى أن "هذه المبادرة تأتي في وقت يحتاج فيه العراق لكل الدعم والمساندة لمواجهة التحديات التي يواجهها". أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فاعتبر، في كلمته، أن عقد مؤتمر الشراكة والتعاون في بغداد "بمثابة النصر للعراق". وقال ماكرون: "ندعم سيادة العراق من أجل ضمان أمنه وندعم الشعب العراقي في مجال إعادة الإعمار، ومستمرون في الحرب على الإرهاب". الأمر نفسه أكده الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمته، حيث أبدى "دعم بلاده للعراق لاستعادة مكانته التاريخية في العالم العربي"، داعيا ل"وقف التدخلات في شؤون دول المنطقة وتدشين مرحلة جديدة من التعاون مع العراق". وأضاف: "نثق في نجاح العراق في الوفاء بالاستحقاق الانتخابي المقبل ونرفض كافة التدخلات الخارجية في شؤون العراق والاعتداءات غير الشرعية على أراضيه". من جهته، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن "العراق يلعب دورا مركزيا في تعزيز الحوار الإقليمي"، مبديا "دعم الجهود العراقية في مكافحة الإرهاب والتطرف. في المقابل، قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إن العراق مؤهل للقيام بدور فاعل في إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة. وأكد أن "وحدة العراق وتعزيز مؤسسات الدولة من أهم خطوات الاستقرار"، داعيا المجتمع الدولي لدعم العراق لاستكمال عملية إعادة البناء. فيما أشار رئيس الوزراء الكويتي صباح خالد الأحمد الصباح إلى أن استقرار العراق يساهم في استقرار المنطقة، مضيفا أن هذا البلد مقبل "على مرحلة سياسية محورية في تاريخه في الانتخابات المقبلة". ودعا إلى "عدم التدخل في شؤونه الداخلية".