في "رحلة الكتابة والخط"، تاريخٌ بديع، وحروفيات تُرجمت بأنامل ماهرة، تحفٌ فنية مزجت بخليط الحضارة الساحر، مبدعون نقلوا حكاية الفن وقصة الكتابة عبر التاريخ، شدّوا رحالهم من أقاصي الأرض وجغرافياتها المتباعدة؛ لنثر كنوزهم في معرض "رحلة الكتابة والخط" المقام حالياً في المتحف الوطني بالرياض؛ حول ذلك تحدّث عدد من الخطاطين.. "الانتشار الأوسع" بداية عبّر الخطاط المعماري أحمد جداوي عن تقديره، واعتزازه بجهود وزارة الثقافة، واهتمامها المتواصل بكل ما من شأنه ترسيخ الهوية الثقافية، مؤكداً أن إقامة المعارض النوعية بما في ذلك معرض "رحلة الكتابة والخط"، سيسهم في إضفاء المزيد من النور على الجوانب الثقافية المتنوعة للخط العربي؛ معتبراً أن المجتمع بمختلف شرائحه بحاجة إلى معرفة العوامل التاريخية والجغرافية، التي أثّرت على الخط العربي حتى وصل إلى شكله الحديث. وقال: "إن الخطاطين القدماء استخدموا كل ما أتيح لهم في عصرهم من تقنيات لإبراز جمال الخط العربي، وهو ما يحتّم علينا في هذا العصر المتقدم الذي زادت فيه تقاطعات المجالات الفنية والتقنية استغلال كل ما يسهم في تطوير هذا الفن لإيصال ثقافة الخط العربي للعالم أجمع"، مشيراً إلى أن القيمة المضافة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي هي الانتشار الأوسع، والمساهمة في تنويع إنتاج الأعمال الخطية بلغة العصر الحديث. "منهجية الثقافة" وشدد الخطاط يحيى فلّاتة على أهمية المعرض، مؤكداً ضرورة الاهتمام بهذا الفن؛ لارتباطه المحكم باللغة العربية، ولعلاقتهما الوثيقة بأصالة الماضي والحاضر والمستقبل للأمة، مشيداً بالجهود المبذولة من قبل وزارة الثقافة لتعزيز حضور فن الخط العربي محلياً وإقليمياً ودولياً. وقال: "هناك جهود جلية تقوم بها وزارة الثقافة لخدمة الخط واللغة العربية من خلال تنظيمها للفعاليات المتنوعة والمختلفة، كمبادرة عام الخط، والمسابقات والمعارض ومنصات التدريب، وهو ما ينعكس على زيادة توعية المجتمع بمختلف شرائحه بأهمية الخط واللغة العربية". ويأمل فلّاتة في إنشاء معاهد وأكاديميات ومدارس متخصصة؛ لتقديم مناهج طويلة المدى، تسهم في استمرارية التطور في هذا المجال، الذي شهد دخول تقنيات حديثة، ووسائل متطورة، بالإمكان الاستفادة منها وتطويعها؛ لتحقق انتشاراً أكبر بين فئات المجتمع. "تواصل بصري" أكد الخطاط قعقاع عباس أن المعرض يعد الأول من نوعه في إبراز نشأة الخط العربي، وارتباطه بالذكاء الاصطناعي، والفن التشكيلي، مثمناً هذه الخطوة لكونها ستفتح نوافذ مشعة في عالم الإبداع والجمال، والتاريخ، والتواصل الفني والبصري. وأضاف: "أبرز المعرض الحروف العربية التي اكتسبت بعداً جمالياً باختلاف مدارسها، والتي تمثّل أجمل طريقة للاحتفاء باللغة العربية الجميلة، ويستخدمها اليوم أكثر من مليار شخص من المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهو أفضل طريقة لتكريم هذه اللغة الجميلة التي حملت موروثاً حضارياً عريقاً". واختتم: "يتميز المعرض بفخامة المحتوى ومتانة المعروض، والجماليات الموجودة فيه من لوحات تخاطب وجدان الناس، إضافة للمعاني السامية التي ضمتها هذه اللوحات، والتي لقيت استحسان وإعجاب الزوّار، لتؤكّد أن الخط العربي حاضن عريق للحضارة البشرية". يحيى فلاتة أحمد جداوي قعقاع عباس