أكد عدد من الفنانين أن معرض "رحلة الكتابة والخط" المقام بالمتحف الوطني بالرياض، يجسّد رافداً من روافد المعرفة الممتعة، حيث يختصر ما يقارب ألفاً وسبعمئة عام من نشأة الكتابة العربية، مروراً بأبرز تحولاتها، ووصولاً إلى علاقتها المرتبطة مع التصميم المعاصر، وأحدث التقنيات في صور وأنماط جمالية جاذبة، معتبرين إقامة هذا المعرض دليلاً على تأثير الخط العربي الممتد إلى الفنون بمجالاتها المتعددة. "انسجام ثقافي" بداية قال الخطاط عارف سفيان: "إنّ إبراز الخط العربي منذ نشأته، يشكّل أهمية بالغة لفهم أحد أهم المظاهر الرئيسة للحضارة العربية الإسلامية، كما يقدم تصوراً واضحاً لتطور الحرف العربي، وجمالية التكوينات الفنية، حيث تجول أعين المتلقين لتستشعر الحركة فيها -موجيةً كانت أم دورانيةً-، وترى التكرار المنسجم الأخاذ، وكأنهم في عالمٍ من الجمال". وأضاف سفيان: "مع تطور الذكاء الاصطناعي سوف نصعد تدريجياً إلى رتب عالية من التناسق والتجانس، فتظهر أعمال فنية اصطناعية مميزة، ويتاح للفنان المعاصر إدراك مفاهيم فنية جديدة تنمِّي الوعي، والتفكير، والأداء الإبداعي، إضافة إلى البحث عن أساليب، وتقنيات جديدة تثري المجال". وحول التنوع الثقافي للخط العربي، ذكر: "حقق فن الخط العربي اتجاهاً فنياً متكاملاً على مر العصور، وحاز على درجة عالية من التقدير والاهتمام، وصار مميزاً بصفات وخصائص تشكيلية تحمل قيماً جمالية تدعم طبيعة الحرف العربي". "طفرة تكنولوجية" وأشاد الفنان التشكيلي سعد الملحم بجهود وزارة الثقافة في تنظيم معرض "رحلة الكتابة والخط"، مؤكداً نجاحه في الكشف عن مسيرة الكتابة والخط، وإلقاء الضوء على زوايا تاريخها، لخدمة هذا الفن العريق. وقال: "إن المعرض يفتح البصائر على هذه الجهود، من خلال إثراء الأجيال الحالية، ورفع ثقافة الجمهور عامة، بجوانب عديدة من اهتمامات المسلمين بالخط العربي وتطويره، والمحافظة على هذا الإرث العريق، والثقافة العربية والإسلامية". وأردف: "الخط العربي جزء مهم من الفن التشكيلي، فله قواعده ومفرداته في الكتابة، التي يجب على الخطاط تعلمها وإتقانها، حتى لا تفسد جماليات الحرف، لذلك تجد العديد منهم يقضي وقتاً طويلاً في إتقان هذه القواعد حتى يخرج عملاً رائعاً مكتمل المعايير الخطية". وختم: "إن الذكاء الاصطناعي، هو الطفرة التكنولوجية التي يعيشها العالم حالياً، ومن المهم الاستفادة منها في تطوير الكتابة العربية بشكل عام، والمساهمة في خدمة هذا الإرث العربي". "رافد معرفي" وشدد الخطاط سلطان الحكم على الأهمية المعرفية للمعرض، مؤكداً زيادته للوعي المعرفي لدى الزائر، من خلال استكشافه لأساليب، وأنماط الكتابة المختلفة منذ فجر الحضارة العربية حتى اليوم عبر رحلة معرفية شاملة، ممزوجة بالذكاء الاصطناعي. وقال: "للحرف العربي هيبة وجمال منفرد عن باقي الحروف الأعجمية، لأنه حرف القرآن الكريم، وفي الآونة الأخيرة تم توظيف الفن التشكيلي؛ لإعطاء اللوحة الخطية جماليات أكثر من خلال دمج الألوان والأشكال بالحرف العربي، ونجحت الفكرة بشكل كبير، فأصبح هناك تناغم عجيب بين الحرف واللون، نتجت عنه تحفة فنية تجمع بين الماضي والحاضر". وذكر الحكم أن الذكاء الاصطناعي ساهم في خدمة الخط العربي ضمن قوالب إبداعية وجمالية تتماشى مع العصر الحالي، ليسهل انتشاره من دون إلغاء أهمية الخطاط، الذي يعد هو الأساس الحقيقي لهذا الفن. سلطان الحكم عارف سفيان سعد الملحم