كثير من الناس لديه أمنيات لطالما تمنى أن تتحقق ولكن معظمها أو جزء منها لم يتحقق، ما السبب في عدم تحقيق كثير من الأهداف والأمنيات؟ أعتقد أن جزءاً كبيراً من السبب لعدم تحقيق ذلك هو عدم وجود الهمة العالية والاستمرار بها حتى ينجز المطلوب، وكذلك عدم التخطيط الجيد، وأيضاً عدم مراجعة هذا التخطيط بين الحين والآخر للتأكد من أنه يسير بشكل جيد، وكما هو مخطط له، وأنه يحقق الأهداف والأمنيات المرجوة. هناك من يتمنى أن يكون ذو بنية رياضية جميلة ورائعة ويتمتع بلياقة عالية، وهناك من يتمنى أن يتقن لغة أجنبية عالمية، وهناك من يتمنى أن يرتقي في وظيفته ويكون ذا منصب قيادي، وهناك من يتمنى أن يحصل على الشهادة الثانوية والجامعية والأعلى منها، وهناك وهناك الكثير من الأمنيات والأحلام لم تتحقق ولم تصل إلى الآن إلى ما تتمنى، والسبب كما ذكرنا قلة وضعف الهمة، والتخطيط الجيد. والحل باعتقادي هو التخطيط الجيد والإصرار على تحقيق الهدف بالعمل الدؤوب، مع عدم تجاهل الترويح على النفس بين الفينة والأخرى، لأهمية ذلك ولكي يكون جزءاً من الاستعانة والأسباب لتحقيق الهدف حتى لا يتسلل الملل والكسل إلى النفس، وبالتالي تقل الهمة شيئاً فشيئاً حتى تتوقف. هناك الكثير أيضاً من لا يجيد التخطيط الجيد مع وجود الهمة، وهناك من يجيد التخطيط وتنقصه الهمة، وهكذا نرى من يملك شيئاً ويفتقد إلى شيء، وفي المقابل هناك من يملك الاثنين معاً وهم قلة، وقد حققوا معظم أهدافهم، ويسعون لتحقيق المتبقي منها. أقول هذا ونحن نقترب كثيراً من بداية العام الدراسي الجديد 1443، فماذا أعددنا له؟ عام دراسي جديد سوف يبدأ قريباً بإذن الله مع تغيير شامل في تقسيم وعدد الفصول الدراسية، لتصبح أكثر من فصلين دراسيين، وتحسين كبير وشامل للمناهج، وأنشطة دراسية جديدة، معنى ذلك أننا أمام تحدٍ دراسي جديد، بل أعتبرها فرصة جديدة لتحقيق الأمنيات بإذن الله، وهناك أمر مهم وهو أن هذا الجهد وهذا التحدي لن يستمر إلى ما لا نهاية، وإنما لفترة محددة يتحقق فيها الهدف، وينتهي المطلوب، ويصبح تاريخاً في حياتك، حققت فيه ما أردته ورجوته، وترتاح بعدها، وتبدأ مرحلة أخرى، وهكذا، تسير الحياة بجديدها وتحدياتها حتى نصل إلى سن التقاعد ونرتاح أكثر، وتبدأ مرحلة أخرى من حياتنا إلى ما شاء الله تعالى. فلنشمر عن سواعدنا ونقول لأنفسنا: هو تحدٍ جديد كما ذكرت، ونحتاج مع بداية الفصل الدراسي الأول أن نخطط جيداً ونرفع الهمة عالياً، ونقول نحن لها، وسوف ننجح ونحقق ما نصبوا إليه بعد الاستعانة والتوكل على الله في كل أمورنا. كل عام دراسي وأنتم من الناجحين المحققين للأهداف والأمنيات.