د. محمد العجلان لطالما كان النجاح والتقدم مطلبا ومقصدا للجميع ، فالأفراد والمؤسسات والمنظمات تسعى لذلك وتجاهد من أجل إدراك النمو والتقدم ولكل فرد أو مؤسسة أو منظمة طريقته الخاصة لفعل ذلك فهناك من تكون الصدفة هي السبب وهناك من تكون المبادرة هي الأساس وهناك من يكون التحصيل العلمي هو الدافع للنجاح وهي تختلف من عنصر إلى آخر ومن وقت إلى آخر ، وهناك من يعتقد أن النجاح يقتصر على أناس وأن الفشل ملازم لآخرين وهذا غير صحيح فالحياة مليئة بالمحفزات ، والفرص تقريباً متساوية للجميع واستغلال ذلك يحدث الفرق ويخلق النجاح. فالغالب من الناس بدؤوا من لا شيء وتحقق لبعضهم ما يريدون لأنهم ذو همم عالية أوصلتهم للقمة ، لذلك يجب أن يكون للفرد هدف في الحياة يسعى له وهمة عالية تحفزه فبقدر علو الهمة تعلو المنزلة. قد يسأل الكثير لماذا دول كاليابان وأمريكا وبعض دول أوروبا لديهم تقدم وتطور ؟ نحاول هنا أن نربط بين التقدم والحضارة وبين العلم والرؤية من جهة والحلم والهمة من جهة أخرى ، فوجدت من خلال تتبع مكثف أن العلم والرؤية بدون تخطيط مضيعة للوقت والتخطيط بدون علم ورؤية واضحة عبارة عن أحلام لا يمكن أن تتحقق ، والعلم والرؤية مع التخطيط تحدث التغيير، وهنا يبرز دور الهمة في إحداث هذا التغير ، فمن خلال ذلك نستطيع أن نقول انه يجب على الفرد أن يفكر في الوصول إلى مراتب ومراحل تفوق قدراته ومهاراته الحالية ، لان ذلك هو الطريق الموصل لتطوير القدرات والإمكانيات والمهارات لدى الشخص ، فكلما علت الهمة كلما زادت القدرات والمهارات بمقدار علو الهمة ، وهذا بالمناسبة يخلق علاقة طردية رائعة تزداد مع التطور ، فكلما ارتقت همة الفرد كلما زادت مهاراته وكلما زادت مهاراته اعتلت همته وهكذا فالإنسان الذي يريد الوصول إلى القمة عليه أن يتفوق على نفسه بشكل غير عادي. ان النجاحات التي حققها الأفراد والمؤسسات كانت محصلة جهد وعمل شاق وأفكار رائعة كانت في البداية صغيرة وغير ملموسة تطورت حتى أصبحت نبراسا للمعرفة وعلما يشار له من كل مكان ، تماماً مثلما كرة الثلج تبدو صغيرة ومن ثم تتدحرج حتى تكون كبيرة. من مواصفات الهدف المنشود: أن يكون فيه تحد للنفس وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول: «عليكم بكل أمر مزلقة مهلكة» ، فالتحدي يعد دورات لتدريب النفس وتدريجها لرفع مستواها وتطلعها إلى عظائم الأمور، فإن تعويد النفس على سهل الأمور، وكسلها عن صعابها ينتج نفسا هزيلة متهيبة للتحديات ، والعزائم على قدر أصحابها ، ومن يتهيب صعود الجبال يعش بين الحفر. سئل ابن عيينة عن قول علي رضي الله عنه :»الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد» فقال: ألم تسمع قوله {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا} لما أخذوا برأس الأمر صاروا رؤساء. يقول ابن القيم : وإذا تأملت مراتب الكمال المكتسب في العالم رأيتها كلها منوطة بالصبر، وإذا تأملت النقصان الذي يذم صاحبه عليه رأيته كلها من عدم الصبر. الخلاصة أن التحدي والطموح وعدم اليأس والصبر عناصر مهمة في سبيل تحقيق النجاح والتقدم ، شركة APPLE عاشت وقتا طويلا خارج الخدمة وبمنتجات I PHONE / I PAD المذهلة استطاعت أن تزيح الجميع من المقدمة وتستحوذ على نصيب الأسد في عالم التقنية وما كان ذلك ليحدث لولا أن الشركة لديها علم ورؤية وتخطيط واضح ومبادرة وابتكارات وعدم يأس جعلتها متميزة عن الغير.