تمضي المملكة العربية السعودية قدماً للتربع على عرش الطاقة في العالم بخطة استراتيجية تحلّق بطاقتها الإنتاجية القصوى المستدامة للنفط الخام إلى 13 مليون برميل في اليوم، من 11.5 مليون برميل في اليوم حالياً التي تمثل خط الأساس المرجعي للإنتاج وفق اتفاقية تحالف أوبك + المحدثة أخيراً. بدأت الخطة تقطف ثمارها بمعاودة الإنتاج من المنطقة المقسومة السعودية الكويتية التي أضافت 500 ألف برميل في اليوم من النفط الخام، والتي سبقتها توسعة حقل الشيبة العملاق للنفط الخام، قبل أن تعلن عملاقة الطاقة المتكاملة في العالم، شركة أرامكو السعودية، أخيراً عن عزمها زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط الخام بمقدار 550 ألف برميل يوميا بحلول عام 2025. وأشارت الشركة إلى أن مشاريع التوسعة في حقلي المرجان والبري وصلت إلى المراحل النهائية من الهندسة التفصيلية، مع استمرار أنشطة البناء. وقالت أرامكو إن مشروعي المرجان والبري سيضيفان طاقة إنتاجية قدرها 300 ألف برميل يوميا و250 ألف برميل يوميا على التوالي. في الربع الثاني، أكملت أرامكو أيضًا برامج لزيادة الإنتاج المشترك من عين دار وفزران بمقدار 175 ألف برميل يوميًا. تستخدم الشركة أسعار النفط المرتفعة للاستثمار في توسيع إنتاج المنبع، مخالفة الاتجاه السائد بين شركات النفط الكبرى في خفض تعرضها للوقود الأحفوري. فيما أكد صحة تلك الخطة الاستراتيجية الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية م. أمين ناصر الذي قال إن أرامكو أمامها عامين للوصول إلى طاقة قصوى تبلغ 13 مليون برميل يوميا، مقارنة ب 12 مليون برميل يوميا حاليا. في وقت، أعلنت أرامكو في تقريرها الأخير عن بلوغ متوسط إنتاج النفط الخام 8.6 مليون برميل في اليوم، ولكنه يظل رقماً متغيرا من شهر لآخر وفق التطورات في سوق الطاقة العالمي. تستهدف شركة أرامكو السعودية بالأساس الحفاظ على مكانتها كأكبر منتج للنفط الخام على مستوى العالم من حيث كميات الإنتاج وتستطيع بفضل احتياطياتها وقدراتها التشغيلية وسعة المخزون زيادة الإنتاج لتلبية الطلب. وتعتزم الشركة الحفاظ على مستوى إنتاج النفط الخام المستهدف من خلال تحقيق التوازن بين إنتاج الحقول الأكثر نضجا والحقول الأحدث، واستغلال المكامن الجديدة عند الضرورة لخفض معدل النضوب لحقولها إلى أدنى حد ممكن. كانت المملكة أعلنت عن تمكن شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" من تحقيق أربع اكتشافات للزيت والغاز في مواقع مختلفة من المملكة العام الماضي، حيث تدفق الزيت العربي الخفيف جداً، من بئر الريش رقم 2، بمعدل 4452 برميلاً في اليوم، مصحوباً ب 3,2 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يومياً. ولتحديد امتداد حقل الريش، قامت الشركة بحفر بئري الريش رقم 3 ورقم 4، حيث وصل الإنتاج الأولي، من بئر الريش رقم 3، إلى 2745 برميلاً يومياً، من نفس نوعية الزيت، مصحوباً ب 3 ملايين قدم مكعبة قياسية من الغاز في اليوم. ما وصل معدل تدفق الزيت العربي الخفيف جداً، من بئر الريش رقم 4 إلى 3654 برميلاً يومياً، مع 1,6 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز في اليوم. كما تم اكتشاف النفط في بئر العجرمية رقم 1، الواقعة شمال غرب مدينة رفحاء، في منطقة الحدود الشمالية، حيث أسفر اختبار البئر عن تدفق النفط بمعدل 3850 برميلاً في اليوم. إن هذا الاكتشاف الذي تحقق في حقل الريش ذو أهمية خاصة لأنه أثبت إمكان إنتاج الزيت العربي الخفيف جداً من متكون جبل طويق. فيما تواصل أرامكو العمل على تحديد مساحة وحجم الحقول المكتشفة، وتقدير كميات الزيت والغاز والمُكَثَّفَات فيها. وتتيح الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة لأرامكو السعودية سرعة زيادة إنتاجها من النفط الخام فوق المستويات المخطط لها للاستجابة لتغيرات العرض والطلب العالمي على النفط الخام، كما أنها تمثل خياًرا بديًلا لتوفير الإمدادات في حالة التعطل المفاجئ للإنتاج في أي حقل، بالإضافة إلى المحافظة على مستويات الإنتاج أثناء الصيانة الدورية للحقول. وتحدد الحكومة سقف إنتاج المملكة من النفط الخام في إطار ممارستها لحقوقها السيادية، وُتلزم أرامكو السعودية بالمحافظة على مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة بما يتجاوز إنتاجها، وذلك امتثالا لنظام المواد الهيدروكربونية. وقد بلغت الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة 12.0 مليون برميل في اليوم من النفط الخام في نهاية 2020.