يترقب العالم فيما لو تعلن المملكة العربية السعودية عن ارتفاع طاقتها الإنتاجية القصوى المستدامة للنفط الخام إلى 13 مليون برميل يوميا قريباً، بالنظر إلى المشاريع العملاقة التي تنفذها المملكة في المنبع، في التنقيب والإنتاج، والعقود النفطية العديدة المبرمة خلال العامين الأخيرة لتطوير وزيادة إنتاجية بعض الآبار الحديثة والمتقادمة، وقد طرح هذا الترقب في سياق تساؤل إعلامي موجه لوزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في المؤتمر الصحفي ل"أوبك+"، وأشار سموه أن شركة أرامكو السعودية هي من تملك الإجابة عن هذا التساؤل بحكم الاختصاص، وهي بالكاد تعمل على تنفيذ استراتيجيتها، وستعلن في حينه ما يستجد بهذا الشأن ولكن يجب عليّ أن أكرر ما ذكرته في الأشهر القليلة من أننا قد نفاجئ السوق برقم إنتاجي مختلف. وكانت المملكة قد أعلنت عن تمكن شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" من تحقيق أربع اكتشافات للزيت والغاز في مواقع مختلفة من المملكة، حيث تدفق الزيت العربي الخفيف جداً، من بئر الريش رقم 2، بمعدل 4452 برميلاً في اليوم، مصحوباً ب 3,2 ملايين قدم مكعبة قياسية من الغاز يومياً. ولتحديد امتداد حقل الريش، قامت الشركة بحفر بئري الريش رقم 3 ورقم 4، حيث وصل الإنتاج الأولي، من بئر الريش رقم 3، إلى 2745 برميلاً يومياً، من نفس نوعية الزيت، مصحوباً ب 3 ملايين قدم مكعبة قياسية من الغاز في اليوم، كما وصل معدل تدفق الزيت العربي الخفيف جداً، من بئر الريش رقم 4 إلى 3654 برميلاً يومياً، مع 1,6 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز في اليوم. كما تم اكتشاف النفط في بئر العجرمية رقم 1، الواقعة شمال غرب مدينة رفحاء، في منطقة الحدود الشمالية، حيث أسفر اختبار البئر عن تدفق النفط بمعدل 3850 برميلاً في اليوم، وهذا الاكتشاف الذي تحقق في حقل الريش ذو أهمية خاصة لأنه أثبت إمكان إنتاج الزيت العربي الخفيف جداً من متكون جبل طويق. فيما تواصل شركة أرامكو السعودية العمل على تحديد مساحة وحجم الحقول المكتشفة، وتقدير كميات الزيت والغاز والمُكَثَّفَات فيها. فضلاً عن استئناف عمليات الخفجي المشتركة في المنطقة البحرية المقسومة بين المملكة ودولة الكويت، ومواصلة الأعمال الهندسية والإنشائية في مشاريع زيادة الإنتاج في حقول البري، والمرجان، ورأس تناقيب، والدمام، وحرض. إضافة لاكتشاف سبعة حقول جديدة، أربعة منها غير تقليدية، ومكمن واحد غير تقليدي، والتشغيل التجريبي الآمن في مرافق إزالة الكبريت في مشروعي زيادة الإنتاج في عين دار وفزران بناية 2020. وفي وقت أعلنت أرامكو السعودية أنها حافظت على متوسط إنتاجها من المواد الهيدروكربونية عند مستوى 12.4 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، في العام الماضي، منها 9.2 ملايين برميل في اليوم من النفط الخام، تشمل المكثفات الممزوجة بالنفط الخام، وحصة شركة أرامكو لأعمال الخليج المحدودة من الإنتاج في المنطقة المقسومة والمناطق البحرية المحاذية لها، وفًقا للاتفاقيات الموقعة بين المملكة ودولة الكويت في العام الماضي، وفي أبريل منه، حققت الشركة إنجازًا تاريخيًا ورقمًا قياسيًا جديدًا بالوصول لأعلى معدل إنتاج من النفط الخام في يوم واحد والذي بلغ 12.1 مليون برميل في اليوم. الطاقة الإنتاجية القصوى وتتيح الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة لأرامكو السعودية سرعة زيادة إنتاجها من النفط الخام فوق المستويات المخطط لها للاستجابة لتغيرات العرض والطلب العالمي على النفط الخام، كما أنها تمثل خيارا بديلا لتوفير الإمدادات في حالة التعطل المفاجئ للإنتاج في أي حقل، بالإضافة إلى المحافظة على مستويات الإنتاج أثناء الصيانة الدورية للحقول. وتشمل أعمال قطاع التنقيب والإنتاج في الشركة التنقيب عن النفط الخام، والمكثفات، والغاز الطبيعي، وسوائل الغاز الطبيعي، وتطويرها وإنتاجها. وتتولى أرامكو السعودية إدارة قاعدة الاحتياطيات والموارد الفريدة للمملكة لتحسين الإنتاج وتحقيق أقصى قيمة على المدى البعيد، عملا بنظام المواد الهيدروكربونية الذي ينص على أن تقوم أعمال الشركة في مجال المواد الهيدروكربونية بتعزيز الإنتاجية طويلة الأجل لاحتياطيات المملكة ودعم الإشراف الحصيف على مواردها الهيدروكربونية. ولأرامكو السعودية، وفق ما تنص عليه اتفاقية الامتياز، الحق الحصري لاستكشاف المواد الهيدروكربونية في المملكة وتطويرها وإنتاجها، فيما عدا الموارد الموجودة في المناطق المستثناة، بمدة أولية تبلغ أربعين (40) عاما، تجددها الحكومة لمدة عشرين (20) عاما إضافية، شريطة استيفاء أرامكو السعودية لشروط محددة تناسب ممارسات التشغيل الحالية. وإضافة إلى ذلك، يمكن تمديد اتفاقية الامتياز لمدة أربعين (40) عاما إضافية بعد انتهاء مدة الستين (60) عاما، رهنا باتفاق أرامكو السعودية والحكومة على شروط ذلك التمديد وأحكامه. وتحدد الحكومة سقف إنتاج المملكة من النفط الخام في إطار ممارستها لحقوقها السيادية، وتلزم أرامكو السعودية بالمحافظة على مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة بما يتجاوز إنتاجها، وذلك امتثالا لنظام المواد الهيدروكربونية. وقد بلغت الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة 12.0 مليون برميل في اليوم من النفط الخام في نهاية 2020. كما أصدرت الحكومة ممثلة في وزارة الطاقة توجيها لأرامكو السعودية في مارس 2020 بزيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة من 12.0 إلى 13.0 مليون برميل في اليوم من النفط الخام، فيما تمضي أرامكو السعودية في إعداد التفاصيل الهندسية لتنفيذ توجيهات الحكومة بزيادة طاقتها.