إنّ من أعظم القربات إلى الله تعالى من يقوم بمدّ يد العون والمساعدة للفقراء والمساكين والمحتاجين وإغاثة الملهوفين من تفريج للكرب ورفع للظلم، فالمملكة العربية السعودية ميّزها الله بأعمال الخير ومكارم الأخلاق والبذل والعطاء والجود والكرم والملاذ والمأوى الآمن تجاه الملهوف وذي الحاجة والتفريج عن المكروب والوقوف مع المظلوم والانتصار له وغيرها الكثير من الأعمال الخيرية والإنسانية، ومن فضل الله تعالى وكرمه على هذه البلاد الطيّبة الطاهرة وقيادتها الرشيدة المباركة أن رفع شأنها وأعلى صيتها في كل المحافل الدولية وتأثيرها الكبير في القرار العالمي ويطلق عليها "السعودية العظمى" من بين سائر الأمم، فمنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- وأبنائه من بعده وهم يبذلون الغالي والنفيس ويتسابقون على فعل الخيرات امتثالاً لأمر الله الخالق العظيم، قال تعالى: (... وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) "سورة الحج آية 77"، وامتداداً لتلك الأعمال الخيرية والإنسانية التي تقوم بها المملكة فقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- توجيهاته العاجلة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لدعم الجمهورية التونسية الشقيقة وكذلك دعم مملكة ماليزيا الشقيقة بإرسال اللقاحات والأجهزة والمستلزمات الطبية والوقائية لهما التي أسهمت كثيراً في تجاوز آثار جائحة كورونا "كوفيد-19"، بعد تضررهما الكبير من جرّاء النقص الحاد في اللقاحات والأكسجين والمستلزمات الطبية الأخرى وارتفاع في الوفيات والإصابات الجديدة بكورونا، وبفضل الله كان لهذه المساعدات التي قدّمتها المملكة الأثر الإيجابي الكبير في تجاوز الأزمة وعودة الحياة إلى طبيعتها، وقد تفاعل التونسيون والماليزيون مع الاستجابة العاجلة لدعمهما لتجاوز آثار جائحة كورونا وقدموا شكرهم وعرفانهم إلى مقام خادم الحرمين وولي عهده الأمين على هذه اللفتة الكريمة. نسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله ورعاهما- خير الجزاء وأن يجعله في ميزان حسناتهما على دعمهما المتواصل للمساعدات الإغاثية والإنسانية التي تعود بالخير العميم على الإنسانية جمعاء.