لدى المملكة تاريخ حافل ومشهود في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي، فهي من الدول الرائدة في هذا المجال، ولا يمضي شهر إلا ويتم الإعلان عن تقديم أعمال إنسانية وإغاثية وتنموية لمختلف الدول، والتقارير الصادرة من المنظمات العالمية تؤكد ريادة حكومة خادم الحرمين الشريفين، في مد يد العون والمساعدة للدول العربية والإسلامية والصديقة، للمساهمة في التخفيف من معاناتها، وتجاوزت المساعدات الخارجية للمملكة في بعض السنوات نسبة 1.90 % من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة تفوق هدف الأممالمتحدة للمساعدة الإنمائية المقدرة ب0.70 %. وفي هذا الاتجاه جاء توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لدعم الجمهورية التونسية الشقيقة بشكل عاجل، بالأجهزة والمستلزمات الطبية والوقائية، بما يسهم في تجاوز آثار جائحة كورونا (كوفيد - 19)، حيث شمل التوجيه تأمين مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وغيرها من المستلزمات الطبية. هذه الوقفة الإنسانية للمملكة، تؤكد حرصها على مد يد الخير والعطاء للدول الشقيقة، بشكل عملي بعيداً عن الشعارات الصورية، فهي القلب النابض للعالم الإسلامي، ورائدة العمل الإنساني التي تسارع إلى مساندة الأشقاء والأصدقاء في أنحاء العالم أثناء الأزمات والظروف، ومع تفشي جائحة كورونا ضاعفت المملكة عملياتها الإغاثية والإنسانية للدول الصديقة، لمساعدتها في مواجهة تداعيات جائحة كورونا، سواء على المستوى الصحي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. المملكة دولة مانحة وشريك رئيس في التنمية الدولية وأعمالها الإنسانية والخيرية والإغاثية، أرسى دعائمها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وتطورت آلياتها وتنوعت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يقدم أعمال الخير بطريقة ممنهجة ومستدامة، وهو حالياً مركز دولي يختص بالعمل الإنساني والإغاثي، ومنذ اندلاع جائحة "كورونا" دفعت المملكة عبر المركز ما مجمله 713 مليون دولار، لدعم مكافحة جائحة كورونا، بما في ذلك الدعم المالي لكل من تحالف "جافي" ومرفق "كوفاكس" وتحالف ابتكارات التأهب الوبائي.