وسعت العقود الآجلة للنفط الخام مسيرتها الصعودية في ختام تداولات الأسبوع يوم الجمعة 30 يوليو، واستقرت على ارتفاع للجلسة الثالثة على التوالي، حيث نظر السوق إلى مخاوف الطلب المرتبطة بالوباء تجاه تشديد توقعات العرض. واستقرت عقود خام غرب تكساس الوسيط في بورصة نيويورك لشهر سبتمبر على ارتفاع 33 سنتًا عند 73.95 دولارًا للبرميل. فيما ارتفع خام برنت لشهر سبتمبر 28 سنتًا ليغلق عند 76.33 دولارًا للبرميل. وقال كارستن فريتش، المحلل في «كومرتس بنك»: «على الرغم من بقاء أعداد الحالات الجديدة عند مستوى مرتفع، يبدو أن سوق النفط لم يعد ينظر إلى قضية متغير الدلتا بنفس الإنذار الذي كان عليه في بداية الأسبوع الماضي». ملفتاً بأنه من الواضح أن هناك ثقة في أن حملات التطعيم الجارية في البلدان الصناعية ستمنع أي إعادة فرض قيود على التنقل على نطاق واسع، مشيراً إلى «أن أحدث موجة في الربيع، كان لها بالفعل تأثير أقل خطورة على الطلب على النفط مما كان عليه في بداية الوباء.» من المقرر أن تزيد مجموعة أوبك + إنتاج الخام الجماعي بمقدار 400 ألف برميل مطلع هذا الشهر الجاري، لكن من غير المرجح أن تؤدي هذه الزيادة في المعروض إلى عرقلة التوقعات الحالية لتشديد الأسواق، حسبما قال محللو «تي دي سيكيوريتيز» في مذكرة بتاريخ 30 يوليو. وقالوا: «ينبغي أن تستمر مخاطر إمداد الطاقة المتزايدة في دعم الأسعار المرتفعة». «مع توقعات الطلب التي تتخلص من المخاوف المتغيرة في دلتا، من المرجح أن تكون زيادات العرض في أوبك + غير كافية. وهذا من شأنه أن يبقي السوق في نهاية المطاف على مسار ضيق وأن يدعم الأسعار الفورية المرتفعة والفرق الزمنية في الأشهر المقبلة.» وارتفع خام برنت، وغرب تكساس في الشهر الأول بأكثر من 11 ٪ من أدنى مستوياتهما الأخيرة في 19 يوليو، وهما الآن ضمن 2 ٪ من أحدث مستوياتهما المرتفعة التي سجلها في أوائل يوليو. ومع ذلك، فإن الارتفاع في العقود الآجلة تأخر بشكل كبير. استقرت عقود خام غرب تكساس الوسيط للعام التالي بخصم 7.30 دولارات عن الشهر الأول في 30 يوليو. في حين أن هذا هو أوسع تراجع منذ 13 يوليو، إلا أن الفارق لا يزال أضعف بمقدار 1 دولار تقريبًا عن أعلى مستوى له في أوائل يوليو. في المقابل، ارتفع التراجع في العقود الآجلة لخام برنت للشهر الأمامي مقابل العام المقبل إلى 7.13 دولارات للبرميل، وهو الأوسع منذ 16 سبتمبر 2019. ومع ذلك، ارتفع خام برنت للعام المقبل بنسبة 7.8 ٪ فقط من أدنى مستوى سجله في 19 يوليو، مقارنة مع 11.2 ٪ لعقد الشهر المقبل. وقال محللون إن العقود الآجلة للنفط تلقت الدعم من ضعف الدولار الأميركي وزيادة الرغبة في المخاطرة بدعم من النبرة الحذرة التي اتخذها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول. وقال محللو شركة «أواندا» في مذكرة في 30 يوليو: «إن أسعار النفط ترتفع مع تزايد الرغبة في المخاطرة بعد البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال التي تعزز وجهة النظر القائلة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يبطئ من موقفه المتكيف للغاية في أي وقت قريب». وأضافوا بأن «المكاسب القوية والبنك المركزي الأميركي الحذر يبشران بالخير بالنسبة للخام، الأمر الذي شهد تباطؤ الارتفاع مع اقتراب يوم الاحتياطي الفيدرالي». وقالوا «ليس من المستغرب أن يكون أكبر خطر سلبي على أسعار النفط الآن هو انتشار متغير دلتا بسرعة ويؤثر على الانتعاش الاقتصادي في نهاية العام». وقال فيل فلين المحلل في «برايس فيوتشرز» في مذكرة إن تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول «أثارت غضب السوق من خلال الإشارة إلى أنه لا توجد خطط لرفع أسعار الفائدة في أي وقت في المستقبل المنظور». «أقر مجلس الاحتياطي الفيدرالي أيضًا بأن هناك مخاطر صعودية للتضخم ومن الواضح أنه إذا كان هناك خطر صعودي للتضخم، فهذا يعني أن هناك مخاطر صعودية على أسعار النفط والغاز الطبيعي». وفي الوقت نفسه، لا تزال توقعات إمدادات الخام الأميركي صعودية بعد سحب مخزون بمقدار 4.09 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 23 يوليو وتراجع نشاط الحفر. انخفض عدد منصات النفط والغاز في الولاياتالمتحدة بمقدار خمسة إلى 599 في الأسبوع المنتهي في 28 يوليو بقيادة التراجع في نشاط الحفر في برميان، حسبما أفاد مزود بيانات الحفر»اينفرس» في 29 يوليو. شوهد التباطؤ في نشاط الحفر بشكل أساسي في المسرحيات التي تركز على النفط، حيث انخفض عدد الحفارات من 10 إلى 457. في المقابل، ارتفع عدد الحفارات التي تطارد الغاز بشكل أساسي من خمسة إلى 142، وهو أعلى رقم منذ الأسبوع المنتهي في 18 مارس 2020. شكل الانزلاق المكون من ست منصات في عدد منصات حوض بيرميان الجزء الأكبر من الانخفاض الكلي. كان هذا أكبر انخفاض في أسبوع واحد في عدد الحفارات في برميان منذ الأسبوع المنتهي في 5 أغسطس 2020.