عندما خلق الله سبحانه الليل والنهار يتعاقبان لم يخلقهما عبثاً بل خلقهما آية لكل المخلوقات وعبرة للمتفكرين وأولي العقول، فالليل للراحة والنهار للمعاش والسعي في الأرض الواسعة، إن اجتهادك في الحياة ليس له وقت محدد أو نهاية، بل هو مرتبط بمفارقتك هذه الحياة، عندها ينتهي كل شيء، ما دام أن هنالك نفسا يتنفس وعقلا يفكر عليك عدم التوقف والاستسلام لشدائد الدنيا وأهوالها وصعوباتها والالتزام بالجد والاجتهاد المستمر، لقد خلقنا الله سبحانه في كبد وذكر ذلك في القرآن الكريم منذ أكثر من ألف وأربع مئة وأربعين سنة قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، إن أجسامنا لم يخلقها الخالق لكي ننام بكثرة ونعتمد على الآخرين أو نلقي اللوم عليهم، بل نستغل كل لحظة ووقت نعيش فيه بالتفكر والبحث والسعي الحثيث وعدم التوقف أو الاستسلام والتأمل وطلب العلم والتعليم والتعلم واستخدام الوسيلة التي تؤدي بنا إلى الوصول لحياة أكثر استقراراً وانسيابية، كلماً تعلمت أكثر كلما أنجزت أفضل وكلما جهلت كلما فشلت، إن الجهل عدو لك فلا تجعل له مجالا أن يهزمك أو ينتصر عليك، الانتصار على الجهل يكون بسلاح العلم والتعلم ولا يوجد أقوي من هذا السلاح، إن العلم يوصلك لبر الأمان والجهل يغرقك في ظلمات الجهل والضياع، العلم طريق يوصلك للحقيقة والبرهان المبين والواقع الذي تستطيع أن تتعايش بالمحيط من حولك وتكون قائداً في نفسك ولمن هم حولك، أما الجهل يضيعك في بحر قرارات الحياة الطائشة وتخبطات أمواجها العاتية والتي إذا لم يكن قرارك على علم وبينة فسوف يكون عشوائياً، وقد يصيب أو يخطئ، وعند الخطأ تكون النتائج وخيمة وكارثية.