ليس من الصعب أن يجد زعيما إنتاج وتسويق النفط الخام في العالم، السعودية وروسيا، الحلول لكل ما يحول دون استقرار أسواق النفط العالمية، ولكل ما يطرأ ويستجد في أسواق النفط العالمية، بصفتهما القوتين العظميين في إنتاج النفط الخام، الحليفتين المؤسستين والقياديتين لتحالف أوبك+، ذلك التنظيم العملاق بكبرى الدول المنتجة للبترول في العالم بعدد 23 دولة، الذي لم يكن له أن يرى النور من التأسيس والتآلف بين منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، بقيادة المملكة، ومجموعة الدول من خارج "أوبك"، بقيادة روسيا، لولا التحالف السعودي الروسي الأسبق والأعرق في التلاحم في صياغة اتفاقية "إعلان التعاون" الدولي المشترك لخفض إنتاج النفط الخام بما يحقق توزان الأسواق واستقرارها المستدام، في وقت اتفقت رؤى الزعيمان حول المصلحة العالمية المشتركة التي اعتبرها الحليفان الركيزة الأساس لهذا التحالف التاريخي، لقد أجمعت المملكة كلمة العالم على أن ضمان استقرار أسواق الطاقة وتوفير طاقة آمنة وميسورة التكلفة هي عوامل رئيسة لضمان صحة اقتصاد جميع الدول وقدرتها على التكيف خلال مراحل التعافي من الأزمة، إلا أن المملكة قادت مجموعة العشرين للمصادقة على استخدام جميع أدوات السياسات المتاحة للحفاظ على استقرار الأسواق، مع الالتزام بضمان استمرار قطاع الطاقة في تقديم مساهمة كاملة وفعالة للتغلب على الفيروس والعمل على تحقيق التعافي العالمي في الخطوة المقبلة. وتعهدت المملكة وطالبت بالعمل سوية بروح التضامن لاتخاذ إجراءات فورية وملموسة لمعالجة هذه القضايا الملحة، والتي تأتي في وقت يواجه العالم حالة طارئة غير مسبوقة على المستوى الدولي، فيما أوعزت المملكة بشأن استقرار أسواق الطاقة بضرورة إدراك الدور المحوري لأسواق الطاقة التي تتسم بالفعالية والاستقرار والانفتاح والشفافية والتنافسية في تعزيز النمو والنشاط الاقتصادي، في وقت أدى الانكماش الاقتصادي الكبير والنظرة المستقبلية التي تشوبها حالة من عدم التيقن نتيجة الجائحة إلى تفاقم اختلال التوازن بين العرض والطلب على الطاقة، وزيادة عدم استقرار أسواق الطاقة، بما أثر بشكل مباشر على قطاع النفط والغاز وتوسع ليشمل قطاعات أخرى، ما تسبب في إعاقة الانتعاش الاقتصادي العالمي في العام الماضي. وتطالب أيضاً بالالتزام باتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان توازن المصالح بين المنتجين والمستهلكين، وضمان أمن نظم الطاقة وتدفقها دون انقطاع، ظلت المملكة وروسيا ولا تزالان العقلين المفكرين لتحالف أوبك+. وكذلك الحال في استذكار مقولة رئيس أوبك+ وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان: "عندما ينظر المؤرخون إلى الوراء في هذه الفترة، يجب أن نأمل أن يكتبوا فصلًا كبيرًا عن النجاحات غير العادية التي حققتها أوبك + في عام 2020، في مواجهة مثل هذه المحنة الحادة، لقد ساعدنا نهجنا التعاوني على قطع شوط طويل نحو إعادة التوازن إلى أسواق النفط العالمية بعد صدمات العام الماضي". وتفاخر المملكة بتسخيرها لكل ما من شأن احتضان سوق الطاقة العالمي المضطرب بالتضحيات الكبيرة بالإنتاج التي أعادت الاستقرار، مع العودة لما يتشبث به وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بالمنجزات التاريخية التي حققتها المملكة لسوق الطاقة العالمي من استعادة الاستقرار لأسواق النفط رغم ظروف الجائحة، وقال سموه: "إن الأزمة أثبتت بأننا الأفضل والأقدر والأمن في إدارة السوق، بمفهوم دولي توافقي"، إلا أن اتفاق أوبك+ الأخير الشهير في العام الماضي "تفوق على كل الاتفاقيات السابقة، فعلى الرغم من حجم الخفض الكبير، فقد قابله ارتفاع في معدل الالتزام". وشدد سموه على أن "التوصل إلى النتائج التي نراها اليوم في أسعار البترول العالمية، دلالة على أنه عمل دولة، وهذه نتائجه"، مبيناً أن "ما أحدث هذا الفعل، هو وجود القدرة والقيادة، والتي رأت أهمية استخدام الأدوات المتاحة لها"، وقال سموه: "لم نحقق فقط أكبر تخفيضات على الإطلاق في إمدادات النفط، ولكننا شهدنا أيضًا تلك التخفيضات، بطريقة منضبطة وموحدة، والتي قالت الكثير عن فعالية جهودنا المشتركة. لقد حققنا أعلى مستويات المطابقة في السنوات الأربع التي تعمل فيها أوبك+، وللمرة الأولى اتفقنا على آلية للتعويض عن أي انزلاق سابق عن أهدافنا". كما وضع الأمير عبدالعزيز بن سلمان رؤيته قصيرة وعميقة المدى حينما طالب تحالف أوبك+ ب"دعونا نأمل أن نواصل البناء على زخم العام الماضي" مطالباً أيضاً بالحذر "لأن مهمتنا لم تنته بعد، ولا يزال هناك الكثير من الجهد الشاق الذي يتعين القيام به، ويجب أن نظل يقظين واستباقيين في مواجهة أي تطورات غير مرحب بها". والمملكة تبدو قلقة بشكل خاص وتحذر "مرارًا وتكرارًا من إهدار المكاسب التي حققتها المجموعة بشق الأنفس العام الماضي". في وقت قال سموه: إن تحالف أوبك+ لم ينهار كما يُذكر كثيراً في الإعلام بشكل خاطئ القصد منه التهويل، حيث إن اتفاقية "إعلان التعاون" الدولي المشترك بين أوبك وشركائها في سياق تحالف أوبك+ سارية حتى إبريل 2022، وما حدث مجرد عدم اتفاق من جانب دولة واحدة مقابل اتفاق ال22 دولة الأخرى على خطة العمل الجديدة لأغسطس وما بعده. فيما يستذكر الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو "أن التفاني والعمل الجماعي والمرونة التي أظهرتها أوبك+ خلال العام الماضي عززت التعافي الذي شهدناه جميعًا". وفي هذا الصدد "أود أن أشيد بالقيادة المثالية للرئيسين المشاركين وزير الطاقة السعودي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، اللذين قادا من الجبهة خلال هذا العام الأكثر استثنائية في تاريخ النفط".