اشتبكت القوات الأفغانية مع مقاتلين من طالبان الجمعة بعدما شنت عملية لاستعادة السيطرة على معبر سبين بولداك الحدودي الرئيسي مع باكستان، فيما تسعى الحركة للتقدم في الشمال والاستيلاء على معقل زعيم الحرب المناهض لها عبدالرشيد دوستم. وقُتل خلال الاشتباكات أحد صحافيي وكالة رويترز دانيش صدّيقي أثناء تغطيته الاشتباك بين قوات الأمن الأفغانية ومقاتلي طالبان قرب المعبر الحدودي مع باكستان حسبما قال قائد عسكري أفغاني. وقال المسؤول لرويترز: إن قوات أفغانية خاصة كانت تقاتل لاستعادة منطقة سبين بولداك عندما قُتل صديقي وضابط أفغاني كبير أثناء ما وُصف بأنه اشتباك بالنيران مع طالبان. وتدور معارك بين القوات الأفغانية ومقاتلي طالبان على مشارف مدينة شبرغان عاصمة ولاية جوزجان في شمال أفغانستان ومعقل زعيم الحرب المعارض للحركة عبدالرشيد دوستم، كما أعلن نائب حاكم الولاية. وقال قادر ماليا لوكالة الأنباء الفرنسية: إن طالبان استولت أولاً على مدخل شبرغان على الطريق من (ولاية) ساري بول المجاورة، لكنها لم تدخل البلدة، والقوات الحكومية تتصدى لطالبان، موضحاً أن الجانبين يقومان بعمليات كر وفر لكن لم يتمكن أي طرف من السيطرة بشكل كامل على أبواب المدينة. وتقع ولاية جوزجان المتاخمة لتركمانستان بجوار مزار الشريف الولاية التي تحمل عاصمتها الاسم نفسه وتعد كبرى مدن شمال أفغانستان. لكن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أكد أن طالبان "استولت على بوابة شبرغان ووصلت إلى المدينة"، موضحاً أن "ميليشيات دوستم هربت من المنطقة". والزعيم الأوزبكي عبدالرشيد دوستم (67 عاماً) أمير حرب يتمتع بنفوذ كبير على الساحة السياسية الأفغانية رغم جرائم الحرب التي اتهم بارتكابها بما في ذلك مصرع ألفين من عناصر طالبان في 2001 اختناقاً في حاويات، لكنه ينفي هذه الاتهامات. وقد عرف بقسوته والتقلب في ولاءاته لا سيما خلال النزاع ضد الوجود السوفياتي بين 1979 و1989، وكان نائب الرئيس الأفغاني أشرف غني بين 2014 و2020، وقد منح رتبة ماريشال وهي الأعلى في الجيش الأفغاني في يوليو 2020. بوادر لعودة المفاوضات ومع استمرار الاشتباكات، أعلنت باكستان الخميس أنها ستعقد مؤتمراً خاصاً بشأن أفغانستان في إسلام أباد نهاية الأسبوع، رغم عدم دعوة مسؤولي طالبان. وثمة مؤشرات أيضاً على أن المحادثات الرسمية في الدوحة، المتوقفة منذ أشهر، يمكن أن تعود إلى الحياة. وقال مساعد للرئيس الأفغاني أشرف غني لوسائل إعلام محلية: إن حكومته طلبت تأجيل المؤتمر المقرر في إسلام أباد لأن المفاوضين في طريقهم إلى قطر. وفاجأت طالبان بسرعة هجومها وحجمه، فيما قال محلّلون: إنه يهدف على ما يبدو إلى إجبار الحكومة على تحقيق السلام بشروطها أو التعرض لهزيمة عسكرية كاملة. وقال مسؤول أفغاني الخميس: إنه تم التفاوض على وقف إطلاق نار محلياً مع قادة طالبان في قلعة نو عاصمة ولاية بدغيس التي شهدت معارك شوارع عنيفة الأسبوع الماضي. وأوضح حاكم الولاية حسام الدين شمس لوكالة الأنباء الفرنسية أن "وقف إطلاق النار بين القوات الأفغانية وطالبان تولى الزعماء التقليديون التفاوض في شأنه".