سياسة المملكة العربية السعودية سياسة رزينة ورصينة، ومنذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - وهي تنتهج سياسة الاتزان والنأي بالنفس عن التدخلات في شؤون الغير، في الوقت الذي لا تسمح لأحد أن يملي عليها أي شيء، وقد أكسبها هذا الاتزان سمعة دولية عظيمة، فالمملكة العربية السعودية تشكّل ثقلا دوليا كبيرا وتلعب أدواراً محورية ومهمة في تعزيز السلام وإرسائه، بل إنها من أكبر الدول التي تمدّ يد العون والمساعدة لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن الدول المحتاجة، هذا الجهد وتلك المواقف هي تجسيد لأدوار المملكة الإنسانية وقبلها السياسية والاقتصادية التي يعرفها القاصي والداني ولا تحتاج لإيضاح. كما أن المملكة برغم ما يعصف بالعالم العربي، وما تتعرض له بين الفينة والأخرى من حملات شرسة سببها الغيرة والحقد والحسد من بعض المرتزقة فإنها ثابتة كالطود الشامخ لا يهزّ جبل رسوخها ورصانته ريح. ورغم استمرار الحاقدين على السعودية ومحاولتهم تشويه صورتها أو محاولة خلق مشاكل لها بلا مبرر سوى التنفيس عن أحقادهم؛ فإن قيادتنا وشعبنا يترفعون عن هذه المهاترات. ولا شك أن حقد الصغار على الكبار هو دليل تفوق ونجاح قيادتنا في إرساء قواعد الأمن والعدل والاستقرار بعد الله ورغد العيش والاقتصاد والخير وعلاقة القيادة بالشعب والشعب بقيادتهم وترابطهم وتلاحمهم في السراء والضراء «على المُرة قبل الحلوة». هذه هي أبرز أسباب الحقد من البعض على قيادتنا وشعبنا، لأن هذا الوطن هو قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ولأن هذا الوطن هو قلب المسلمين النابض، ولأن هذا الوطن هو الرابط للمسلمين، ولأن هذا الوطن فيه قائد فذ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد محمد بن سلمان - يحفظهما الله -، ولأن هذا الوطن بينه وبين شعبه ملحمة حُب ووفاء على مر العصور، ولأن هذا الوطن على ترابه الطاهر مسرى الرسالة المحمدية. في بضع سنين تفوقت السعودية في كل أوجه الحياة وشاهد العالم ثورة المشاريع الجبارة التي شملت شرق وغرب وشمال وجنوب المملكة، سبقنا الكثير من الدول التي تدعي أنها عالمية، نحمد الله أننا نعيش حقبة زاهية في السعودية، الدولة العُظمى بفضل الله، ثم بجهود قيادتها العظيمة وشعبها العظيم دوماً وأبداً فوق هام السحب.