الفلترة أفضل أنواع العقول على الإطلاق، لأن العقول ثلاثة: عقل كالحجر فهذا لا تسطيع أن تدخل فيه شيئاً بسبب جموده، الثاني عقل كالإسفنج يمتص كل شيء فلا يفرق بين النقي والملوث بسبب ضعفه، الثالث: عقل كالفلتر يمتص وينقي فيأخذ الجيد ويترك الرديء بسبب جودته، وما أحوج الإنسان لهذا العقل الذي أمر الله عباده في مواضع كثيرة باستخدام التفكير والتدبر والعقل. هناك جامعات سبقت زمانها، كما يسبق عمر الموهوب العقلي عمره الزمني، وهناك جامعات يتوافق عمرها العلمي مع عمرها الزمني، وجامعات أخرى تأخر عمرها العلمي عن عمرها الزمني، ومن تلك الجامعات التي سبقت زمانها (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن) من حيث مناهجها وخططها العلمية وإدارتها الاستراتيجية المتلاحقة، حيث لم تكن كغيرها من الجامعات من حيث إتاحة القبول بأعداد كبيرة ولأي متقدم دون الخضوع لمعايير القبول. ففي حفل خريجي الجامعة من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، الذي رعاه أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، وبحضور الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء الجامعة استحضر سموه أثناء الكلمة قصة ظريفة بقوله: "كانت تسمى هذه القاعة أيام دراستنا في هذه الجامعة، بقاعة المسلخ، وذلك لأن إجراءات القبول والاختبارات والأنشطة كانت تقام في هذه القاعة، بهدف اصطفاء المميزين أو المتفوقين أو القادرين على الصمود للدراسة في الجامعة وفق معايير الجامعة". مما يعني أن الجامعة كانت سباقة في تحقيق (الجودة الأكاديمية) منذ نشأتها، فكيف اليوم وهي تحظى برئاسة وزير الطاقة (لمجلس أمناء الجامعة) الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز(الرجل المكيث) أي صاحب روية وتدبر، الذي مارس العمل في قطاع البترول والطاقة منذ وقت طويل، مما سيدفع بالجامعة لمواصلة النجاحات العلمية والإدارية في شتى حقول المعرفة المختلفة. وهنا نطرح فكرة أتمنى النظر في أبعادها: بعض المدارس الأهلية المميزة، تقوم بإجراء مقابلة مع الطالب المتقدم للدراسة فيها -والطبيعي بأن المدرسة الأهلية- تبحث عن مصلحتها بأن تفكر في الناحية المالية فقط، لكن كما قلت المدارس المميزة، تحاول أن تحدد مستوى الطالب ليتم تحديد نقاط الضعف والقوة ومن ثم التركيز عليها، فنواحي الضعف تضع خطة علاجية للطالب تمكنه من مسايرة بقية الطلاب، أو لتكشف قدراته العقلية للتعرف عليها فإذا كان مميزاً تعرف عليها أساتذته مبكراً، وإذا كان ضعيف القدرات تم التنبه لذلك، فلماذا لا يتم اعتماد ذلك في مدارس التعليم الحكومية لمعالجة الفاقد التعليمي أو وضع خطط علاجية قبلية لبعض الطلاب المنتقلين من المرحلة الابتدائية للمتوسطة، أو بعض الصفوف للأخرى بدلاً من تراكم القصور والنقص ليستمر مع الطالب حتى تخرجه من المدرسة؟.