في سبيل تقديم محتوى إبداعي للجمهور، وتعزيز التواصل الثقافي والحضاري مع العالم، يطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) معرض "بصر وبصيرة" لمحبّي الفنون، حيث سيجمع نخبة كبيرة من الفنانين في معرضٍ واحد. ويأتي معرض "بصر وبصيرة"، الذي سيستمر على مدار تسعة أشهر، كأحد أهم معارض الفنون في إثراء، إذ يحتوي المعرض مجموعة ضخمة من الحيل البصرية من خلال مجموعة ملوّنة من أعمال الفنّ المعاصر، علاوةً على الأعمال الفنيّة التي ستجعل الزائرين يتساءلون عن واقع ما يرونه أمامهم، حيثُ سيستنبطون المعنى، ويؤوّلون الحيل البصرية بطرق متعددة، وزوايا مختلفة تفتح آفاقًا لا متناهية، لاستيعاب المحتوى الفنّي وفهمه. كما يسعى معرض "بصر وبصيرة"، الذي يجمع أعمالًا فنية لنخبة من الفنانين التشكيليين المعاصرين، إلى التفكّر والتأمُّل ومحاولة استيعاب كل ما يدور حولهم، حيث ستخلق الأعمال الفنيّة والخدع البصرية في الوهلة الأولى انطباعًا أوليًّاً بصريًا يخلو من المعنى الحقيقي، لتمكّن الزوّار من التفاعل والتركيز في ثنايا المحتوى الفني، واستنباط معاني الفنون البصرية المعروضة، حيث يضم المعرض 26 عملًا فنّيًا، من ضمنها 16 قطعة تعود لمجموعة إثراء، و4 أعمال تم صنعها للمعرض خصيصًا، إلى جانب 6 أعمال تمت استعارتها من فنانين ومعارض عالمية مختلفة. ومن أبرز الأعمال التي سيضمها المعرض، هو عمل الفنانة السعودية ولاء فضل "نورٌ على نورٌ" حيث استنبط اسم العمل من سورة النور في القرآن الكريم، وعمل "ستة أبواب متحركة" للفنان كارستن هولر، وهو عبارة عن ستة أبواب متحركة مغطاة بالمرايا تم وضعها على أبعاد متساوية تعمل تلقائيًا، كما تشارك الفنانة عائشة خالد في عملها "الماء ينشد الظمآن"، ليعكس العلاقة الشخصية للفنانة بالمملكة العربية السعودية من خلال استخدام الأقمشة والدبابيس الفولاذية المطلية بالذهب، إلى جانب الفنّان روبرت إيروين في عمله "جنوب الجنوب الغربي"، الذي يعكس تجارب الفنان المستمرة مع القدرات الإدراكية للإضاءة الفلورية، وردود الأفعال التكميلية للّون والظل والتباعد. وسيصاحب المعرض باقة متنوعة من البرامج وورش العمل والحوارات واللقاءات، لمناقشة التأويلات الفردية للأعمال الفنّية المعروضة، وستُسهم وجهات نظر الفنانين والزائرين المتلقين للخدع البصرية في تأويل مفهوم الفنّ، والتفكّر في رسالته، صانعةً روابط فكرية راسخة مع الأعمال الفنية، وذلك عبر لقاء مجموعة من الخبراء المتخصصين في مجالات الإبداع وفنّ الحيل البصرية. الجدير بالذكر، أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) يهدف إلى إثراء المجتمع السعودي، وتعزيز الحوار حول موضوعات متنوعة، وتأتي من ضمنها الفنون من خلال توفير مساحة للفنانين والمبدعين، حيث استضافت صالة عرض "فنون" في متحف إثراء، العديد من المعارض التي تسلط الضوء على أفضل الفنون المعاصرة والحديثة في المملكة والشرق الأوسط، من أبرزها تنظيم أول معرض يحتفي بالحروف العربية وأصولها تحت عنوان "وصل ما وراء القلم"، ومعرض "زمكان" الذي يقدم الأعمال الفنية عبر مفهوم الزمان والمكان، إلى جانب "مرائينا" الذي يقدم مفاهيم الهوية العربية وتاريخها وثقافتها من خلال رواية القصص، واستخدام التصوير الفوتوغرافي.