بدلاً من أن نستمتع بأدائهما وفنهما، يصبح بعضهم ويمسي وهو يتصيد زلاتهما خصوصًا، وهما في آخر مشوارهما الكروي، الزاخر بالنجاحات والبطولات المختلفة، ولا زال بعضهم لا يمل ولا يكل في التصيد في الماء العكر حينما يخفقان في أي بطولة، أو نزال كروي، طبيعة الحياة مختلفة تماماً، حيث لا يشبه الليل النهار، ولا الشتاء يشبه الصيف وكل له فلك محدد. لا ميسي الأرجنتيني يشبه رونالدو البرتغالي، والعكس صحيح، ومع ذلك النجمان ممتعان للغاية ومبدعان، والاختلاف بين البرتغالي والأرجنتيني هو اختلاف نوعي محمود لا ضدي مذموم، النوعي مثل الورود والعطور وأنواعها، والضدي مثل الفرق بين العاقل والمجنون والمفهوم واضح، وما أجملنا حينما نرى بعين النحلة، نرى الجمال أينما كان، وما أتعسنا أن نرى بعين الذبابة، لا نرى سوى المساوئ والمثالب. علمتنا الدنيا أن أكثر لاعب يتصيدون عليه الأخطاء، ويحتفلون بها، وكأن هذا الإخفاق بطولة لخصومه، حينها نعلم أن هذا اللاعب عظيم وفريد من نوعه، والمفترض على أي لاعب كرة يريد أن يعرف قيمته، فليشاهد من يتصيدون عليه الأخطاء، لا من يحتفلون معه بإنجازاته وبطولاته، لدينا مشجعون متنوعون بعضهم متعصبون حد الثمالة، لا يعترفون بنجومية أي لاعب مهما حقق ما يكفيه أن ينصف لا ينصفونه، وبعضهم الآخر متعقلون يتغنون بنجومهم المفضلين دون أن يقللوا من قيمة منافسيهم، وشتان ما بين الاثنين. حسين البراهيم حسين البراهيم - الدمام