ترصد البرازيل مواصلة حملتها الناجحة في الدفاع عن اللقب عبر تحقيق الفوز الثالث تواليا عندما تلتقي كولومبيا الخميس على ملعب نيلتون سانتوس الأولمبي في ريو دي جانيرو، في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثانية لنهائيات كوبا أميركا في كرة القدم. وضربت البرازيل بقوة في الجولتين الأولين عندما أكرمت وفادة فنزويلا بثلاثية نظيفة، وبعدها البيرو برباعية نظيفة جعلتها أول المتأهلين إلى الدور ربع النهائي. غابت البرازيل عن الجولة الثالثة كون مجموعتها تضم خمسة منتخبات، وتعود إلى المنافسة في الجولة الرابعة لخوض مواجهة ساخنة ضد كولومبيا مطاردتها المباشرة والتي تلعب مباراتها الأخيرة في دور المجموعات بعدما جمعت أربع نقاط في المباريات الثلاث الأولى. وبدأت كولومبيا مشوارها في البطولة بفوز صعب على الإكوادور (1-صفر)، لكنها سقطت في فخ التعادل السلبي أمام فنزويلا، قبل أن تخسر بالنيران الصديقة امام البيرو 1-2. وأبدى مدرب كولومبيا رينالدو رويدا غضبه من لاعبيه عقب الخسارة امام البيرو، وقال "أصررنا في بعض الأحيان على اللعب من الجناحين، لكننا افتقرنا إلى الفعالية في آخر 20 مترا من الملعب، لفتح المساحات أكثر". واضاف "في الدقائق الأخيرة حاولنا فعل ذلك مع ألفريدو موريلوس، لكنه كان متوترا بعض الشيء، أعتقد أننا لم ننجح في تحقيق ما أردناه". وشدد رويدا على صعوبة مهمة منتخب بلاده أمام البرازيل، وقال: "سنواجه منتخب البلد المضيف وحامل اللقب الذي ضرب بقوة منذ البداية وضمن تأهله الى ربع النهائي، إنها مهمة صعبة جداً، يجب أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل البقاء في البطولة، سنكون بحاجة الى التركيز 100%". من جهتها ستحاول البرازيل مواصلة انتصاراتها المتتالية في المسابقات الرسمية ورفعها الى تسعة بعد العلامة الكاملة في مبارياتها الست في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة الى مونديال 2022 في قطر حيث تتربع الصدارة بفارق ست نقاط عن مطاردتها المباشرة الأرجنتين. وتتصدّر البرازيل المجموعة الثانية في كوبا أميركا برصيد ست نقاط، بفارق نقطتين أمام كولومبيا. وتتأهل المنتخبات الأربعة الأولى في المجموعتين الأولى والثانية إلى ربع النهائي. ويعول "سيليساو" على نجمه نيمار الذي سجل هدفين حتى الآن، رافعا غلته الدولية إلى 78 هدفا بفارق تسعة أهداف عن الرقم القياسي في عدد الأهداف الدولية الموجود بحوزة "الملك" بيليه. ويبحث نيمار (29 عاما) عن لقبه الأول مع المنتخب البرازيلي في كوبا أميركا بعدما غاب عن النسخة الأخيرة التي توج بلقبها بسبب الإصابة، ويضيفه بالتالي إلى لقبي كأس القارات عام 2013 وذهبية أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016. لكن نيمار أبدى تخوفه من أرضية الملاعب التي تقام عليها مباريات البطولة في مقدمتها ملعب نيلتون سانتوس الاولمبي الذي سيكون مسرحا للقمة ضد كولومبيا. وانضم نجم باريس سان جرمان الى اللاعبين والمدربين المنتقدين لحالة الملاعب، وطالب في رسالة نُشرت على حسابه في إنستتغرام حيث يحتفل بهدفه في مرمى البيرو الخميس (4-صفر) في ملعب نيلتون سانتوس الأولمبي في ريو دي جانيرو، ب"إصلاح الملعب"، مضيفا العديد من الرموز التعبيرية المبتسمة. وكان نيمار آخر المنتقدين يومها لأرضية ملعب نادي بوتافوغو مؤكداً أنه لا يرقى إلى مستوى المنافسة. وكان مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني قال عقب سقوط منتخب بلاده في فخ التعادل أمام تشيلي الإثنين "كلنا نريد أن نلعب كوباأمريكا، وفجأة، وجدنا أنفسنا على ملعب لا يمكننا لعب كرة القدم على أرضيته بعد عشر دقائق فقط من الشوط الأول". وشاطره الرأي قائد ألبيسيليستي ليونيل ميسي بقوله: "الملعب في الحقيقة لم يساعد كثيرًا حقًا". وأشار حارس المرمى المنتخب البيروفي بيدرو غاييسي إلى مشاكل أرضية الملعب الرطبة والهشة والمليئة بالحفر الصغيرة التي تجعل تمرير الكرة صعبا "والعشب في حالة سيئة". كما شدّد سكالوني على الحالة "المؤسفة" لملعب "أرينا بانتانال"، أحد ملاعب كأس العالم 2014 الواقع في كويابا (وسط البرازيل) حيث ستلتقي الأرجنتين مع بوليفيا في 28 يونيو الحالي. من جهته، أعرب مدرب منتخب تشيلي الأوروغوياني مارتن لاسارتي عن قلقه والتقط صوراً لتوضيح حالة العشب في هذا الملعب قبل مواجهة بوليفيا الجمعة (1-صفر). ويستضيف هذان الملعبان خمس مباريات من الدور الأول، وحتى الآن أقيمت مباراتان على أرضية كل منهما. وكانت الملاعب البرازيلية محط انتقادات شديدة أيضا خلال النسخة الأخيرة 2019. وتسعى البيرو الى مواصلة صحوتها واللحاق بالبرازيل الى ربع النهائي عندما تلاقي الاكوادور صاحبة المركز الاخير على ملعب "أولمبيكو بيدرو لودوفيكو" في غوايانا. واستعادت البيرو توازنها بسرعة عقب خسارتها المذلة امام البرازيل برباعية نظيفة، وأطاحت بكولومبيا 2-1 مرصعة رصيدها بثلاث نقاط في مباراتين. وتمني البيرو، وصيفة بطلة النسخة الأخيرة، النفس باستغلال المعنويات المهزوزة للاكوادور لتحقيق فوزها الثاني تواليا وحجز بطاقتها إلى ربع النهائي. ولن تكون الاكوادور التي تملك نقطة واحدة في المركز الأخير من مباراتين، لقمة سائغة خصوصا وإنها مطالبة بالفوز لانعاش آمالها في منافسة كولومبيا والبيرو وفنزويلا الرابعة (نقطتان) على البطاقات الثلاث المؤهلة الى ربع النهائي.