إن التطوير الذي نشهده في جميع المجالات في ظل رؤية المملكة العربية السعودية 2030م يؤكد أننا أمام مشاريع تطويرية لا تتثاءب، وتتحرك وتيرتها بسرعة لم نكن نتوقعها بسبب كثرة الإجراءات والبيروقراطية الحكومية التي كانت سائدة، والتعليم ليس بمعزل عنها، بل إننا لا نبالغ عندما نقول إن تطوير التعليم هو تطوير لجميع المجالات اقتصاديا وثقافيا ورياضيا والعكس كذلك صحيح، فتطور هذه المجالات سينعكس كذلك بدوره على تطوير التعليم. يبدو أن وزارة التعليم تقود حربا لن تتراجع فيها في سبيل تطوير التعليم بما يليق بمكانة السعودية والسعوديين إقليميا وعالميا، حيث أكد بتكرار الوزير حمد آل الشيخ خلال لقائه بكتّاب الرأي قوله: سنضع الوطن في المكان الذي يستحقه، ولن يتم التراجع في سبيل تحقيق ذلك. تأكيد وزارة التعليم أن غاية التطوير الذي ننشده في تطوير المناهج والخطط الدراسية وتطبيق مسارات الثانوية والفصول الثلاثة هو بناء إنسان يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين، ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة ووظائف المستقبل، والمشاركة في التنمية الوطنية، والقدرة على المنافسة عالميًا. والتنويه بأن أبناء وبنات الوطن يستحقون نظامًا تعليميًا متطورًا يستجيب لطموحاتهم، ويستثمر قدراتهم ومهاراتهم، ويعزز من مشاركتهم لخدمة وطنهم هو ما يؤمله كل سعودي بأن يكون الإنسان في هذا الوطن مسلحا بكل المهارات والقدرات التي تجعله في مصاف الدول المتقدمة، وهذا ما يؤكد مقولة إن مكاننا الطبيعي هو الصف الأمامي ضمن دول العالم الأول. رحلة تطوير المناهج والخطط الدراسية لم تكن إلا مرحلة أولى مستمرة لمنظومة التعليم، تلتها مراحل رفع مستوى كفاءة العملية التعليمية وفق أفضل الممارسات العالمية، وتحويل العام الدراسي إلى ثلاثة فصول يعد وسيلة لتطوير المناهج والخطط الدراسية، والاستثمار الأمثل للعام الدراسي، واليوم الدراسي، والموارد التعليمية، ورفع مستوى الكفاءة التعليمية. قد يكون التحدي صعبا ولكن التجربة خير برهان، وما التعليم عن بعد الذي فرضته جائحة "كورونا" والذي جعل السعودية تعبر إلى المستقبل من أوسع أبوابه، بل وتحقق جوائز عالمية جعلت المنظمات الدولية تقف على التجربة للاستفادة منها، ما يجعلنا أكثر تفاؤلا بمستقبل مشرق، فالأيادي والعقول السعودية التي جعلت المدرسة بكل مكوناتها على الشبكة العنكبوتية عبر منصة "مدرستي" قادرة بإذن أن تصنع الفرق لوطن يستحق منا الكثير والكثير. * متخصص في القيادة التربوية