يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع أكبر التحديات التي تنتظر حلولاً من إدارته وفي مقدمّتها إعادة صياغة العلاقة مع موسكو وحلف "الناتو" وتنسيق العمل مع الحلفاء لمواجهة الصين بالإضافة إلى التحدي الداخلي الذي تنتظره أجندته الاقتصادية. وحرص جو بايدن خلال مشاركته في قمة "مجموعة السبع" على التمهيد لعودة الدور القيادي الأميركي من خلال التعهّد بالتزام أميركا بمنح مليار لقاح لدول العالم النامية، ومحاولة الدفع نحو مواقف موحدة مع الحلفاء الأوروبيين من الصين والصراع التجاري معها. وفي لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف تنتظر بايدن مهمة صعبة لتحقيق أهداف العمل على تحقيق "الاستقرار الإقليمي" بالتعاون مع روسيا، والضغط عليها بنفس الوقت لمواجهة أزمة الهجمات السيبرانية التي تنطلق من روسيا بينما أنكر الكرملين صلته بها. وأجمعت معظم الصحف الأميركية على أن لقاء بايدن ببوتين لن يكن سهلاً على الجانب الأميركي، فبحسب "وول ستريت جورنال" فان بوتين وافق على عقد الاجتماع لاظهار أهمية موقع بلاده على الساحة الدولية دون أن يكون مستعداً لتقديم الكثير من التنازلات. وكتبت صحيفة "ذا هيل" الأميركية عن الجولة الخارجية الأولى لجو بايدن: "ليس من الكافي بعد الآن أن يكون جو بايدن معاكساً لسياسات ترمب وحسب بل سيتعيّن عليه تطبيق وعوده على أرض الواقع وأول اختبار له سيكون مع بوتين". وأضافت الصحيفة "لطالما كان بايدن حازماً في تصريحاته حول روسيا والزعيم الروسي فلاديمير بوتين وعليه أن يكون واضحاً يوم الأربعاء في النتائج التي سيتمكن من التوصّل إليها بعد لقائه مع بوتين". من جانبه وضع البيت الأبيض والحزب الديموقراطي توقّعات منخفضة للقاء القمة حيث قال كريس مورفي، عضو مجلس الشيوخ الديموقراطي أن القمة ستفتح الباب بين واشنطنوموسكو ليكون هناك مفاوضات مستقبلية حول السلوك الروسي العدواني والاستفزازي للولايات المتحدة ولكن من غير المتوقع التوصّل إلى نتائج فورية. وعن لقاء القمة المرتقب والعلاقة بين موسكووواشنطن قالت إيفلين فاركاس، التي شغلت منصب نائب مساعد وزير الدفاع لروسيا وأوكرانيا وأوراسيا في ظل إدارة أوباما، أن جو بايدن وعلى الرغم من خطابه المتشدد ضد روسيا إلا أنه من المقتنعين بضرورة العمل الوثيق مع موسكو في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك وهو ما قاله جو بايدن أثناء كلمته في العام 2015 في معهد "بروكينغز" عن العلاقة الروسية - الأميركية حيث يعتقد بايدن أن بوتين يتصرف بعملية ويعرف كيف يتوقّف عن الأعمال العدوانية حين تقترب من الإضرار بمصالح بلاده بشكل كبير. وأضافت فاركاس، الرهانات كبيرة على لقاء الأربعاء والهدف الأول هو وضع قواعد واضحة للعلاقة بين البلدين وفي مقدّمتها عدم اختراق المعايير العالمية للسيادة واحترام القوانين الدولية أما النفوذ الروسي في عدد من البلدان مثل أفغانستان وسورية وليبيا فهو ما اقتنعت إدارة جو بايدن بضرورة التعامل معه. وتقول فاركاس، أن عددا من مسؤولي إدارة جو بايدن، مثل بريت ماكغورك، مستشاره للأمن القومي لشؤون الشرق الاوسط كانوا من الداعين إلى ضرورة التنسيق الوثيق مع الجانب الروسي في سورية، كما كان ماكغورك من الداعين لتشجيع حلفاء أميركا في سورية من الكرد المنتمين ل"قسد" إلى التعاون مع روسيا لأنها أمر واقع لا يمكن تجاوزه.