أعلن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن عن اختياره لبريت ماكغورك كمبعوث للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليستحوذ ماكغورك على أرفع منصب في البيت الأبيض للإشراف على سياسات الولاياتالمتحدة في المنطقة. وكان ماكغورك في عصر الرئيس السابق باراك أوباما مبعوثاً أميركياً للتحالف ضد تنظيم داعش، حيث استلم هذا المنصب في العام 2015 وظل في منصبه حتى استقال في ديسمبر العام 2018، بعد قرار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب المفاجئ بالانسحاب من سورية، الأمر الذي اعتبره ماكغورك ومسؤولون آخرون بمثابة ضوء أخضر من ترمب لتركيا لتحتل مناطق سورية. ويعد ماكغورك مهندس التحالف الدولي متعدد الجنسيات لمحاربة تنظيم داعش بالشراكة مع قوات سورية الديموقراطية على الأرض، الأمر الذي عدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إشارة تحذير قوية موجهة إلى تركيا. وكان عدد من المسؤولين الأتراك قد اتّهموا ماكغورك بأنه وجه أميركا المشرعن والمؤيد لوحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل جزءاً من قوات سورية الديموقراطية. وكان لماكغورك انتقادات سابقة قاسية للدور التركي في سورية لعدم تأمين تركيا لحدودها الجنوبية، ما أدى إلى تدفّق المقاتلين الأجانب إلى سورية وتسهيل عملية انضمام الآلاف لتنظيم داعش الإرهابي. وتشير التعيينات الجديدة في إدارة بايدن إلى موقف صارم ستتخذه الإدارة الأميركية الجديدة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. حليف وثيق للمملكة على الرغم من اعتراضات ماكغورك الشديدة على إدارة ترمب وسلوكياتها، إلا أن الموقف الوحيد الذي أيد فيه ماكغورك ترمب كان إرسال ترمب ل 14 ألف جندي أميركي إلى المنطقة بين مايو وأكتوبر للعام 2019 للوقوف إلى جانب حلفاء الولاياتالمتحدة في مواجهة الخطر الإيراني. وفي سبتمبر 2019 كان بريت ماكغورك قد صرّح لشبكة "MSNBC" قائلاً: "إيران تقف مئة بالمئة وراء الاعتداءات على منشآت النفط في المملكة العربية السعودية"، مقترحاً أن تقوم الولاياتالمتحدة ببذل جهد إضافي لمساعدة الحلفاء وزيادة المساعدات الاستخباراتية والتنسيق مع المملكة. وأفاد ماكغورك بأن الولاياتالمتحدة يجب أن تنسّق بشكل أفضل مع الحلفاء في الخليج العربي ضمن محاولاتها لتصفير صادرات النفط الإيراني حيث تسعى إيران لزعزعة السوق النفطية في المنطقة بسبب العقوبات على نفطها. وقال ماكغورك: على الولاياتالمتحدة أن تتصرف بحزم في مواجهة مثل هذه الاعتداءات التي تهدد مصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها.