أصاب عطل فني أجهزة وأنظمة شركة فاستلي (Fastly) الأميركية العالمية المتخصصة في توفير وتقديم خدمات الحوسبة السحابية للعديد من الدول والمنظمات والمؤسسات حول العالم. وأوضحت الشركة لاحقاً أنها تمكنت من إصلاح العطل، وأن الخلل امتد على نطاق واسع جغرافياً، وأنها تأسف عما حدث وتعتذر لعملائها في جميع أنحاء العالم عن ذلك. تسبب هذا العطل في شلل تام للعديد من المواقع الحكومية والإعلامية والتجارية في كثير من دول العالم، منها على سبيل المثال الموقع الرسمي للحكومة البريطانية، والعديد من المنصات الاإعلامية العالمية الكبرى مثل فايننشال تايمز، ونيويورك تايمز وبلومبرغ نيوز، وموقع أمازون للبيع بالتجزئة، ولم يسلم أحد من عملاء شركة فاستلي نتيجة هذا الخلل الفني. هذا العطل ينذر بكارثة كبيرة ويدق ناقوس الخطر، لكل من يتعامل مع مقدمي ومزودي خدمات الحوسبة السحابية خارج النطاق الجغرافي لأي دولة في العالم. وعلى الرغم من أن هذه الشركة وغيرها من مزودي خدمات الحوسبة السحابية، توفر العديد من المميزات للعملاء مثل تقاسم وتشارك موارد تقنية المعلومات والتخزين والنسخ الاحتياطي وغيره. إلا أن خدمات الحوسبة السحابية عندما يكون المزود خارج الدولة، فإن هذا ينشأ عنه عدد من المخاوف، يأتي في مقدمتها هاجس أمن المعلومات، وضعف بروتوكولات الخصوصية والسرية والموثوقية لدى العملاء. ولذا فقد أحسنت صنعاً الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، عندما قامت بإنشاء منصة ديم للحوسبة السحابية، التي يشترك بها أكثر من مئة مركز بيانات حكومي، وبذلك نضمن حماية أمننا المعلوماتي وتقديم خدمات الاستضافة داخلياً بأفضل مواصفات ومعايير ومقاييس أمن المعلومات، وتطبيق أفضل الممارسات عالمياً، وكذلك تعزيز عوامل السرية والخصوصية والموثوقية لدى جميع عملاء منصة ديم السحابية. ولعل هذا الجانب يأتي كإحدى أهم الميزات الكبيرة والفرق بين مزود خدمة داخلي وأخر خارجي، فضلاً عن دور المزود الداخلي وإسهامه في إمكانية الاستفادة من البيانات الضخمة لصالح الاقتصاد والتنمية محلياً، بدلاً من أن يستفيد مزود خارجي من ثروة البيانات والمعلومات المحلية. * أستاذ نظم الحكومة الإلكترونية والمعلوماتية بجامعة الملك سعود